بعد مقتل هاشم صفي الدين تحديات حزب الله في التخلص من التجسس الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية
أعلن متحدث باسم الجيش الإحتلال مقتلَ هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ حزب الله. ومعه 25 شخصاً. وقال أفيخاي أدرعي في تغريدة له أن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية، شنت غارة على مقر قيادة ركن الاستخبارات في حزب الله، الذي يقع تحت الأرض في منطقة الضاحية الجنوبية ببيروت، وسط تجمع سكاني. وأكد أدرعي أن الغارة أسفرت عن استهداف أكثر من 25 عنصرًا من ركن الاستخبارات، بينهم صائب عياش، المسؤول عن التجميع الجوي، ومحمود محمد شاهين، المسؤول عن ركن الاستخبارات لحزب الله في سوريا.
قال قيادي في حزب الله، في تصريح لصحيفة لوفيغارو الفرنسية: “لقد وفرت أنظمة المراقبة الجديدة التي تعتمدها إسرائيل القدرة على تحديد مواقع حزب الله وكوادره، مما يتيح معرفة أماكن إقامتهم، ومكاتبهم، وحتى الأماكن التي يجتمعون فيها لتناول القهوة أو ممارستهم للرياضة”.
وأضاف: “حزب الله لا يعيش في عالم آخر”. تتواجد أنشطته في منطقة الضاحية التي تركزت عليها جهود التجسس الإسرائيلية من خلال الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار. ولفت إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية عندما جمعت المعلومات، قامت بتجنيد حراس المباني التي يقطنها المستهدفون أو الذين يتناولون القهوة معهم.
ووفقًا لتقرير لوفيغارو، لم يكن لدى أي شخص في حزب الله شك في وجود شبكة تجسسية إسرائيلية، حيث تعلمت إسرائيل من الأخطاء التي حدثت في حربها السابقة ضد الحزب في عام 2006. وعندما بدأت عمليات الاغتيال تستهدف قيادات الحزب في يناير الماضي، أصدرت قيادة الحزب تعليمات لأعضائها بالتخلي عن الهواتف المحمولة. ومع ذلك، علق علي على هذا القرار قائلًا: “لم يكن هناك أي فائدة، حيث كانت إسرائيل قد سجلت سلوك هؤلاء القادة، وكان يجب عليهم تغيير حياتهم بشكل جذري، لكن ذلك كان أمرًا مستحيلًا”.
أوضح مصدر، في حديثه لصحيفة لوفيغارو، سبب عدم انتباه الحزب للأجهزة اللاسلكية وأجهزة البيجر. حيث أشار إلى أن بطاريات الأجهزة التي تسلمها الحزب في عام 2018 كان من المفترض أن تستمر لمدة شهر، لكنها فرغت بعد أسبوع فقط من الاستخدام، وهو ما اعتبره “غريبًا”. وأضاف أن بطاريات الليثيوم المستخدمة في أجهزة الاستدعاء كانت تدوم أقل من المتوقع، دون أن يخطر ببال أحد أن بعضها قد يحتوي على متفجرات. على الرغم من أن الحزب قام بعمليات مسح للأجهزة، إلا أن المتفجرات كانت غير قابلة للاكتشاف.
فتح الحزب تحقيقًا داخليًا بالتعاون مع فريق من الحرس الثوري الإيراني، كما استجوبوا مئات الأشخاص الذين يُشتبه في تقديمهم معلومات للموساد. كان من ضمن الأولويات التعلم من الدروس السابقة، وخاصة تلك المتعلقة بالإمداد الكارثي.
يتوقع دبلوماسي فرنسي متابع للأحداث في لبنان أن إضعاف حزب الله قد يسهل على إيران السيطرة على مجريات الأمور داخل الحزب. حيث أكد مصدر إيراني مطلع أن الضباط الإيرانيين سيملأون الفراغ في الجناح العسكري لحزب الله، الذي يواجه ضعفًا حاليًا. يحتاج الجيل الجديد الذي سيتولى القيادة إلى استشارة عسكرية من الإيرانيين، مما يعني أن الوجود العسكري الإيراني في المنطقة قد يزداد. وقد شهدت الفترة بين 1982 و1987 نموًا مماثلًا في النفوذ الإيراني.
ومع ذلك، يشدد الدبلوماسي الفرنسي على أن الاعتقاد بأن حزب الله قد تم تدميره هو وهم. بالرغم من تعرض الحزب لخسائر جسيمة، خاصة فيما يتعلق بقدراته الباليستية، إلا أنه لا يزال يحتفظ بقوة قوامها 50 ألف مقاتل. وعلى الرغم من ضعفه أمام إسرائيل، فإنه لن يفقد قوته في الساحة السياسية اللبنانية.