في ذكرى خروج الحملة الفرنسية من مصر.. هكذا فشلت خطة فرنسا الاستعمارية في الشرق

أميرة جادو
يصادف اليوم الذكرى الـ223 على رحيل الحملة الفرنسية عن مصر بقيادة الجنرال جاك فرانسوا مينو، حيث غادرت القوات الفرنسية الأراضي المصرية في 18 أكتوبر 1801، بعد قضاء ثلاث سنوات فيها. كانت الحملة قد دخلت مصر بقيادة الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت بهدف إقامة قاعدة فرنسية في الشرق لتكون نواة لإمبراطورية فرنسية هناك، وأيضاً لقطع الطريق على بريطانيا ومستعمراتها في الهند، إلى جانب استغلال موارد مصر لدعم غزوات بونابرت في أوروبا.
خروج الحملة الفرنسية من مصر
أسفر خروج الحملة الفرنسية من مصر عن نتائج سياسية بارزة، أهمها القضاء على طموحات فرنسا في السيطرة على مصر والشرق الأوسط، وكذلك تدمير أسطولها البحري.
ووفقًا لما جاء في كتاب “مصر في مطلع القرن التاسع عشر 1801–1811م (الجزء الأول)” تأليف محمد فؤاد شكري، فإن فشل الحملة الفرنسية في مصر أدى إلى إفشال المشاريع الاستعمارية الفرنسية في الشرق. هزيمتهم في مصر جعلتهم غير قادرين على تأسيس المستعمرة الجديدة التي كانت واحدة من أهم أهدافهم.
ويجدر الإشارة إلى أن هذه المستعمرة كان من المفترض أن تُنشأ على أسس جديدة تختلف عن ما اعتادوا عليه في إمبراطوريتهم الاستعمارية الأولى، لتعويض خسائرهم، وخصوصاً تلك المتعلقة بجزر الهند الغربية والأنتيل. ورغم فشل الحملة، كانت الأبحاث والدراسات العلمية التي أجراها علماء الحملة الفرنسية هي الإرث الباقي والأثر الخالد لهذه المغامرة.
والجدير بالذكر أن بعد رحيل الفرنسيين، عادت مصر إلى السيادة العثمانية مرة أخرى. ومن مظاهر هذه السيادة بقاء الصدر الأعظم يوسف ضياء باشا في القاهرة لتنظيم الإدارة وتحويل مصر إلى باشوية تابعة للإمبراطورية العثمانية، بالإضافة إلى وجود القبطان حسين باشا في أبي قير لدعم هذه التنظيمات. وفي تلك الفترة، تم تعيين محمد خسرو باشا كأول والٍ على مصر في العهد الجديد.



