المزيد

الإعلامية الفدائية سلوى حجازى التي سطرت اسمها في تاريخ الوطنية المصرية

كتبت شيماء طه

في تاريخ مصر الحديث، تظل سلوى حجازي واحدة من أبرز الشخصيات الإعلامية التي أثرت بشكل كبير في الوطن.

وُلِدت سلوى حجازي في عام 1935، وقد شغفت بمهنة الإعلام منذ صغرها، حيث بدأت مسيرتها في التليفزيون العربي، واشتهرت بتغطيتها لحفلات الفنانين العرب، وعلى رأسهم الفنانة الراحلة أم كلثوم ، إلا أن مسيرتها لم تقتصر على ذلك، بل كانت لها أبعاد أخرى عميقة تتعلق بالخدمة الوطنية والتضحية.

رحلة الفداء

في 21 فبراير 1973، كانت سلوى في طريق عودتها من بعثة للتليفزيون العربي إلى ليبيا، عندما تعرضت طائرتها المدنية للهجوم من قبل طائرات الفانتوم الحربية الإسرائيلية.

أسقطت الطائرة، وتوفي جميع ركابها البالغ عددهم 106، بما فيهم سلوى حجازي.

بعد وفاتها، منحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية، تكريمًا لها باعتبارها من شهداء الوطن .

لقد كان لسلوى دور غير عادي في فترة حاسمة من تاريخ مصر، حيث كانت تعمل كحلقة وصل بين المخابرات المصرية والعملاء في الخارج، وتستقبل معلومات حساسة تتعلق بأمن البلاد.

إستطاعت من خلال تغطياتها للحفلات أن تكون مصدرًا للمعلومات، حيث كانت تتعاون مع عدد من العملاء في الدول الأوروبية.

أبطال غير مرئيين

إن الحديث عن الحرب ومراحلها التاريخية لا يكتمل دون الإشارة إلى دور النساء، فخلال فترة الحرب كانت هناك العديد من النساء اللواتي شاركن بشكل فعّال في دعم الوطن.

كثير من بنات الجامعات تطوعن في الهلال الأحمر، وأمهات وزوجات عاشن قلق الحرب، يترقبن الأخبار عن أبنائهن وأزواجهن.

سلوى حجازي كانت واحدة من هؤلاء النساء، ولكنها لم تكتفِ بمراقبة الأحداث بل لعبت دورًا فعّالًا في الميدان.

قامت سلوى بحملات لجمع التبرعات ودعم المجهود الحربي، وبفضل شجاعتها وولائها لوطنها، كانت قادرة على الوصول إلى معلومات مهمة ساهمت في دعم المجهود الحربي المصري.

التضحية وحب الوطن

تمكنت سلوى من الوصول إلى معلومات حيوية تتعلق بخطط العدو، بما في ذلك معلومات حول تسليح إسرائيل.

ولكن في عام 1973، تلقت أوامر بالسفر إلى روما لإستلام معلومات مهمة من عميل هناك.

وكانت تلك المعلومات هي خرائط الرادرات التي نشرتها إسرائيل في الأراضي المحتلة.

ولأنها كانت تحت مراقبة الموساد، قررت سلوى الهرب وكتبت وصيتها لأبنائها، معبرةً عن قلقها من الخطر المحدق بها.

ومع ذلك، كانت متأكدة من أن المعلومات التي ستوصلها إلى مصر ستكون ذات قيمة كبيرة ،وبالفعل، في طريق عودتها، تم إستهداف طائرتها بصاروخ من طائرات حربية إسرائيلية، وأسقطت في البحر.

إستشهدت سلوى حجازي في وقت كانت فيه مصر بحاجة إلى كل المعلومات التي يمكن الحصول عليها.

كانت واحدة من العديد من النساء اللواتي قدمن تضحيات جسيمة من أجل الوطن، وأثبتت أن دور النساء لا يقل أهمية عن دور الرجال في زمن الحرب.

إن ذكرى سلوى حجازي يجب أن تظل حية في أذهان الأجيال القادمة، حيث تمثل رمزًا للصمود والتضحية من أجل الوطن.

وعلينا أن نعلم أبناءنا عن قصص هؤلاء الأبطال، سواء كانوا من الجنود أو المدنيين، الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في تحرير البلاد ودعمها في أوقات الأزمات.

تظل سلوى حجازي مثالًا يُحتذى به في الوطنية والإخلاص، ويجب أن نحافظ على إرثها ونعتبرها جزءًا لا يتجزأ من تاريخنا.

إن التضحية التي قدمتها سلوى وكل الشهداء من أمثالها هي التي ستظل في ذاكرة الوطن، ولن ننسى أبدًا تلك اللحظات التي قادتها إلى الاستشهاد، حيث سطرت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى