توتر إقليمي متصاعد بين إسرائيل وإيران وسط تحذيرات أميركية من حرب واسعة
أسماء صبحي
منذ بداية أكتوبر 2024، يسود العالم حالة من الترقب الحذر في انتظار رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، والذي هز استقرار المنطقة. وعلى الرغم من غياب أي تصعيد فعلي حتى الآن، تستمر التصريحات الإسرائيلية في إثارة التساؤلات حول طبيعة وتوقيت الرد المرتقب. وسط تحذيرات أميركية تهدف إلى تجنب تصعيد قد يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق.
الهجوم الإيراني
في الأول من أكتوبر، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باتجاه إسرائيل، مما جعل الأضواء تتجه نحو تل أبيب لمراقبة رد فعلها. وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الإسرائيليين أن الرد سيكون “قويًا ومفاجئًا”، لم تقدم إسرائيل حتى الآن على أي خطوة تصعيدية ملموسة.
وفي هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة إلى تهدئة الوضع، محذرة إسرائيل من استهداف المنشآت النفطية أو النووية الإيرانية، لأن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى تجاوز الخطوط الحمراء وإشعال حرب شاملة في الشرق الأوسط. وتفضل واشنطن أن يقتصر الرد الإسرائيلي على ضربات تستهدف مواقع عسكرية، لتجنب كارثة إقليمية.
حسابات سياسية معقدة
وكشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الرد الإسرائيلي على إيران قد يتم قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر 2024. ويبدو أن نتنياهو يأخذ في اعتباره التأثيرات السياسية الدولية، إذ يسعى إلى تجنب أي تصعيد قد يؤثر سلبًا على نتائج الانتخابات الأميركية.
وفي حال فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، من المتوقع أن تسعى لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وهو أمر يعارضه نتنياهو بشدة. لذلك، تسعى تل أبيب لتحقيق أهدافها دون إثارة ردود فعل أميركية قد تعرقل سياستها تجاه إيران.
تصعيد محتمل وتحذيرات متبادلة
توعد وزير الدفاع الإسرائيلي برد “قاسٍ وغير متوقع” على الهجوم الإيراني، مشيرًا إلى أن جميع الخيارات متاحة، بما في ذلك استهداف مواقع حساسة مثل المجمع الرئاسي الإيراني أو مقر المرشد الأعلى علي خامنئي، بالإضافة إلى مراكز الحرس الثوري الإيراني.
من جانبها، حذرت طهران من مغبة اختبار قدراتها العسكرية، مؤكدة أن أي اعتداء إسرائيلي سيقابله رد أعنف. وأوضح الحرس الثوري الإيراني أن آلاف الصواريخ جاهزة للإطلاق نحو إسرائيل في حال اندلاع مواجهة.