المزيدحوارات و تقارير

نتنياهو يعلن اغتياله.. من هو هاشم صفي الدين؟

 

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، أن القيادي في حزب الله، هاشم صفي الدين، قد تم اغتياله في غارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. ويُعتبر صفي الدين من الأسماء الأبرز المرشحة لخلافة الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، منذ اغتيال الأخير على يد إسرائيل . ونستعرض في التقرير التالي تفاصيل حياته المهنية ودوره البارز في حزب الله، بالإضافة إلى تأثيره المحتمل على مستقبل الحزب بعد الأحداث الأخيرة.

صفي الدين هو ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. يجسد صفي الدين، من حيث الشكل والجوهر، صورة مشابهة لابن خالته، بما في ذلك لثغة الراء. تم إعداد صفي الدين لتولي القيادة منذ عام 1994، حيث انتقل  إلى بيروت** ليترأس المجلس التنفيذي، الذي يُعتبر بمثابة حكومة الحزب، تحت إشراف القائد الأمني السابق للحزب، عماد مغنية.

على مدى ثلاثة عقود، كان صفي الدين بمثابة “ظل” نصر الله، حيث شغل المرتبة الثانية في الحزب، وتولى المسؤولية عن الملفات الحساسة اليومية، بما في ذلك إدارة المؤسسات الحزبية وأمواله واستثماراته، تاركًا الأمور الاستراتيجية بيد نصر الله.

مدرج في قائمة الإرهاب الأميركية منذ عام 2017، يُعتبر صفي الدين من كبار مسؤولي الحزب الذين يتمتعون بعلاقات وثيقة مع الجناح العسكري، بالإضافة إلى روابط قوية مع الجناح التنفيذي.

علاقات وثيقة مع طهران

تجمع صفي الدين علاقات ممتازة مع طهران، حيث قضى سنوات في حوزة قم للدراسة قبل أن يستدعوه نصر الله إلى بيروت لتولي مسؤولياته الحزبية. في عام 2020، تزوج ابنه رضا من زينب سليماني، ابنة سليماني الذي اغتيل في غارة أميركية في بغداد في نفس العام.

اقترح اسم صفي الدين كخليفة محتمل لنصر الله قبل 16 عامًا، ولكن المصادر تشير إلى أن القرار اتخذ قبل ذلك بكثير. وفقًا لقيادي سابق بارز في الحزب، تم اختيار صفي الدين بعد نحو عامين من تولي نصر الله منصب الأمين العام عام 1992.

يرتبط توقيت اختياره بــ”استدعائه” السريع من قم إلى بيروت في عام 1994 لتولي مركزه، مما منحه السيطرة على جميع المفاصل المالية والإدارية والتنظيمية للحزب.

على الرغم من التشابه الكبير بينهما، يبدو نصر الله أكبر بكثير من صفي الدين من حيث الحضور السياسي والشعبي.

نطاق عمله وتجربته الشخصية

تظل المعلومات حول صفي الدين محدودة، إذ ظل لفترة طويلة شخصية شبه مجهولة في الأوساط السياسية اللبنانية. ومع ذلك، ساهمت الإجراءات الأمنية المشددة حول نصر الله في ظهور صفي الدين في مناسبات الحزب.

وُلِد صفي الدين عام 1964 في بلدة دير قانون النهر في منطقة صور جنوب لبنان، لعائلة ذات تأثير اجتماعي كبير، والتي أنجبت أحد أبرز النواب في الستينيات والسبعينيات، محمد صفي الدين. سعى صفي الدين للزواج قبل مغادرته للدراسة في قم، مستهدفًا الارتباط بعائلة دينية، فتزوج من ابنة السيد **محمد علي الأمين**، أحد أعضاء الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

عقب ذلك، انتقل صفي الدين إلى قم حيث التحق بابن خالته نصر الله. وبرز كأحد الثلاثة الذين نالوا رعاية خاصة من عماد مغنية، المسوؤل الأمني البارز لحزب الله، الذي اغتيل في دمشق في فبراير 2008.

إدارة استثمارات الحزب

إلى جانب مسؤولياته اليومية، يدير المجلس التنفيذي الذي يترأسه مجموعة كبيرة من الاستثمارات، تهدف إلى ضمان الاستقلال المالي للحزب. بينما تقدر بعض المصادر أن حجم هذه الاستثمارات قد يصل إلى مليارات الدولارات، تعبر بعض الأوساط عن تشكيكها في هذا الرقم، لكنها تعترف بوجود استثمارات ضخمة في لبنان وخارجه.

 

أثرت سنوات دراسة صفي الدين في قم على معتقداته السياسية، حيث يُعتبر من الداعمين لفكرة ولاية الفقيه، رغم أن هذه الفكرة لا تحظى بشعبية كبيرة بين الشيعة في لبنان. في كتاباته، يشير إلى أهمية تجربة رجال الدين الشيعة في قم مقارنة بتجربة النجف، مُبرزًا أن ولاية الفقيه تمثل مشروعًا شاملاً يعالج أبرز المشكلات التي تواجه الحركات الإسلامية والتي ساهمت في حالة التشرذم.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى