خبراء يؤكدون: مصر “رمانة الميزان” واستقرار المنطقة بـ”يد” قواتها المسلحة
أميرة جادو
أكد عدد من خبراء الاستراتيجية العسكرية والإعلام والثقافة أن مصر تعد رمانة الميزان في المنطقة، حيث لا يمكن تحقيق سلام أو شن حرب دونها. أشاروا إلى أن القوات المسلحة المصرية تعد قوة عقلانية تحفظ أمن واستقرار الوطن والمنطقة بأسرها، لما تمتلكه من إمكانات وقدرات بشرية وتسليحية قادرة على تحقيق الردع ضد كل من يحاول المساس بالأمن القومي المصري والعربي. وهو ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتأكيده أن “الأمن القومي العربي خط أحمر” وأن “القوات المصرية على مسافة السكة” لأي تهديد.
أمة في خطر
في هذا السياق، حذر أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، من التحركات الإسرائيلية في المنطقة، مشيراً إلى أن هذا هو السبب وراء تحديث وتسليح الجيش المصري. وأوضح أن حدود مصر كلها ملتهبة، مما يجعل الأمن القومي والمسؤولية المجتمعية ضرورة ملحة. كما أكد على الحاجة إلى مشروع وطني للتثقيف والتنوير لخلق حصانة فكرية ومجتمعية، مشيداً بالقوى الناعمة والتعليم والنهضة العلمية التي تشهدها مصر في الوقت الراهن.
إعجاز نصر أكتوبر
من جانبه، أوضح اللواء د. محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن نصر أكتوبر المجيد يُعد إعجازًا عسكريًا، حيث تمت عملية عبور قناة السويس تحت ضغط العدو بنسبة خسائر لم تتعدَّ 1%. وأضاف أن خطة الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر كانت أكبر ضربة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”. مشيرًا إلى أن استراتيجية الحرب استندت إلى أسس علمية، مما يجعلنا نستلهم من منهج أكتوبر القدرة على إنجاز المشروعات التنموية الشاملة.
دولة فارقة في التاريخ
اعتبر الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين الأسبق، أن انتصار حرب أكتوبر هو الانتصار الوحيد للعالم العربي والإسلامي في العصر الحديث، مشددًا على أن مصر دوماً دولة فارقة في المنطقة. وذكر أن مصر قد انتصرت على التتار. ودحرت الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي. واصفاً إسرائيل بأنها “داء سرطاني” يتمدد في المنطقة. وأضاف أن الجيش المصري قادر على حماية الأمة العربية والإسلامية من المخاطر التي لم تشهدها في تاريخها من قبل.
مواجهة بركان وسائل التواصل الاجتماعي
انتقد الكاتب الصحفي حمدي رزق تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، واصفاً إياها بأنها “ماسورة مجاري مفتوحة” تفسد القيم وتُشوّه الحقائق. أشار إلى أنه في ظل انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة، تبقى القوات المسلحة المصرية قوة عاقلة رشيدة. كما أكد أن نصر أكتوبر 1973 كان نصرًا عظيمًا يجب أن يتم توثيقه والاعتراف بفضل جميع أبطاله، بينما الغرب يصنع قصصًا خيالية عن انتصارات وهمية في الحروب العالمية.
من الانكسار إلى الانتصار
وتحدث د. عبد الحميد يحيى، أستاذ الإدارة والتنمية البشرية، عن كيفية تحول الانكسار إلى انتصار. مشددًا على أهمية الوعي لدى المواطنين فيما يتعلق بمصر وقياداتها. أشار إلى أن الجبهة الداخلية كانت داعمة للجبهة العسكرية خلال حرب أكتوبر، مما يعزز أهمية الأمن الذاتي الداخلي في مواجهة التحديات.
الشعب البطل
أكد الإعلامي حسن ثابت، رئيس قناة النيل الدولية الأسبق، أن الشعب المصري كان دائمًا هو البطل الحقيقي في جميع مراحل التاريخ المصري. ودعا إلى تسجيل شهادات الأبطال وتقديمها للأجيال الجديدة، وعقد ندوات تثقيفية لزيادة الوعي التاريخي لدى الشباب. مؤكدًا أن الشعب المصري وجيشه هما نسيج واحد متكامل.
رؤية مستقبلية
اختتم د. يوسف ورداني، مدير مركز تواصل مصر للدراسات والاستشارات، بالإشارة إلى أن الشعب المصري يضم عدة شرائح وطبقات. والأجيال الجديدة تختلف في رؤيتها نتيجة للتطور التكنولوجي. أكد على ضرورة توثيق الإنجازات التاريخية وتكريم جميع من ساهموا في تحقيق نصر أكتوبر. وإعداد خطة للاحتفال بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر. مشيرًا إلى أهمية العمل بروح الفريق الواحد والالتفاف حول القيادة السياسية لتحقيق مزيد من الإنجازات.
