التاريخ الهجري.. عمر بن الخطاب أول من أقر وعمل بنظام التقويم الإسلامي
أميرة جادو
يهتم الكثير من المسلمين بالاعتزاز بالتاريخ الهجري وتدوينه والاهتمام به، فهو يشمل شهور السنة الهجرية وأفضل الأيام التي اختصها الله عز وجل في كتابه الكريم. في هذا السياق، نستعرض لكم بداية التاريخ الهجري وكيف نشأ.
بداية العمل بالتاريخ الهجري
وفقًا للمصادر الإسلامية، يُعد الخليفة عمر بن الخطاب أول من أقر العمل بالتاريخ الهجري. فقد أخرج عن الشعبي “أن أبا موسى كتب إلى عمر: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: أرخ بالمبعث، وبعضهم أرخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة. فلما اتفقوا، قال بعضهم: ابدأوا برمضان، فقال عمر: بل المحرم، فإنه منصرف الناس من حجهم، فاتفقوا عليه”.
التأريخ قبل الإسلام
كان العرب قبل الإسلام يؤروخون لحياتهم بأحداث كبيرة تركت أثرًا واضحًا على حياتهم، مثل عام الفيل وحرب البسوس وغيرها من الأيام المشهورة. هذا النهج استمر حتى بعد مجيء الإسلام، إذ ظل المسلمون يؤرخون ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعام الحزن، وكان هذا متماشياً مع تطورات الدعوة الإسلامية. حتى بعد الهجرة، استمروا في تمييز كل عام باسم محدد بناءً على الأحداث الكبيرة التي شهدها.
الحاجة إلى التقويم الإسلامي بعد الفتوحات
والجدير بالذكر أنه بعد اتساع الدولة الإسلامية وتجاوزها للجانب العربي، خاصة بعد فتح بلاد فارس عام 636 ميلادية وهزيمة الروم في موقعة مؤتة، أصبح من الضروري أن تفكر الدولة الإسلامية في وسائل جديدة للتمكين. مع تحقيق انتصارات كبيرة مثل هزيمة “الفرس”، والتخطيط لفتح مصر وهزيمة البيزنطيين، جاء التفكير في تطوير تقويم إسلامي يعبر عن الهوية الإسلامية ويضبط الأحداث والمواعيد. ومن هنا انبثقت فكرة التقويم الهجري، الذي أصبح أحد أهم ركائز الحضارة الإسلامية.