المزيد

في ذكراه.. كيف أذاق صلاح الدين الصليبيين مرارة الهزيمة واستعاد القدس؟

أميرة جادو

تحل اليوم ذكرى حصار القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي لمدينة القدس، أحد أهم الأحداث في الحروب الصليبية التي شهدها الشرق. كان هدف صلاح الدين استعادة بيت المقدس من قبضة الصليبيين، بعدما استطاع بمهارته العسكرية تحقيق نجاحات متتالية في استعادة المدن الساحلية جنوب طرابلس مثل عكا، بيروت، صيدا، يافا، قيسارية، وعسقلان. وبهذا الإنجاز، قطع صلاح الدين الاتصالات بين مملكة القدس اللاتينية وأوروبا، واستولى على أهم قلاع الصليبيين جنوب طبرية، باستثناء قلعة الكرك وقلعة الحصن (كراك دي شيفاليه).

حصار القدس وفتحها

في النصف الثاني من سبتمبر عام 1187م، أحاطت قوات صلاح الدين بالقدس، حيث كانت الحامية الصليبية الصغيرة عاجزة عن صد جيش يتكون من 60 ألف جندي. بعد ستة أيام من الحصار، استسلمت المدينة، وفي 2 أكتوبر 1187م، فتحت أبواب القدس ورفرفت راية السلطان صلاح الدين الصفراء فوق أسوارها.

سقوط القلاع الأخيرة للصليبيين

عقب الانتصار في القدس، واصلت قوات صلاح الدين تقدمها، حيث استسلمت حامية الكرك في نوفمبر 1188م، وفي أبريل ومايو من عام 1189م سقطت قلعة مونريال. أما حصن بلفور، فكان آخر حصن استسلم لصلاح الدين، وبذلك أصبحت معظم أراضي مملكة القدس اللاتينية تحت سيطرة صلاح الدين، ولم يتبقَ للصليبيين سوى مدينتي صور وطرابلس وبعض الاستحكامات القليلة، بالإضافة إلى حصن كراك دي شيفاليه.

الحملة الصليبية الثالثة

تسبب سقوط مملكة القدس في دعوة بابا روما لتجهيز حملة صليبية جديدة، والتي بدأت في عام 1189م، في محاولة لاستعادة المدينة المقدسة من أيدي المسلمين.

تسامح صلاح الدين مع سكان القدس

والجدير بالذكر أن صلاح الدين تعامل مع سكان القدس برحمة وتسامح فاق بكثير ما فعله الصليبيون قبل 100 عام. فعندما دخل الصليبيون المدينة في السابق، قاموا بمجزرة مروعة قتلوا فيها كل سكان القدس من رجال ونساء وأطفال، بما في ذلك 70 ألف شخص ذبحوا في ساحة المسجد الأقصى. أما صلاح الدين، فلم يقدم على أي أعمال قاسية أو تدميرية، بل سمح للسكان بمغادرة المدينة خلال 40 يومًا مقابل دفع فدية، وأظهر رحمة خاصة تجاه الفقراء الذين لم يتمكنوا من دفع الجزية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى