قبيلة الجعافرة.. تاريخ عريق وإرث النسب الشريف
شيماء طه
تعتبر قبيلة الجعافرة من القبائل ذات التاريخ العريق والنسب الشريف، حيث يجمع المؤرخون وعلماء الأنساب في العالم العربي والإسلامي أن الجعافرة من الأشراف الحسينيين. ويعود نسبهم إلى الشريف محمد أبو جعافر بن يوسف بن إبراهيم بن عبد المحسن بن حسين الفاسي، وصولاً إلى الإمام جعفر الصادق، والإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والسيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
عادات قبيلة الجعافرة
تشتهر قبيلة الجعافرة، كغيرها من القبائل العربية، بالكرم والضيافة. إذ يعد استقبال الضيوف وتقديم الطعام والشراب لهم جزءاً لا يتجزأ من ثقافة القبيلة.
كما تعد المجالس القبلية من الأساسيات في الحياة الاجتماعية للقبيلة، حيث يجتمع أفراد القبيلة لتبادل الأخبار ومناقشة الأمور المهمة، ما يعزز الروابط والصلات بينهم. هذه المجالس تلعب دوراً هاماً في حل النزاعات وتعزيز الوحدة القبلية.
أما الملابس التقليدية لأفراد القبيلة فتتميز بالبساطة، حيث يرتدي الرجال الجلابية أو الثوب، في حين ترتدي النساء الشيلة أو العباءة.
هجرة القبيلة
بدأت هجرة الجعافرة إلى المغرب العربي في القرن الثالث الهجري. ومن هناك انتقلوا إلى مصر في القرن الثامن الهجري، بعد فترة قصيرة قضوها في الحجاز، موطن الهاشميين الأصلي.
وخلال حرب التتار في عام 658 هجرياً، والتي قادها الأمير قطز، كانت مصر تعاني من أزمة اقتصادية خانقة. في ذلك الوقت، دعا الشيخ العز بن عبد السلام جميع الأمراء والشيوخ للتبرع لدعم الجيش. واستجاب الأمير حمد وأخوته، مثلهم مثل باقي الأشراف في مصر، بتقديم المال والعتاد للجيش. وكان الأمير حمد وأخوته ضمن مقدمة الجيش بقيادة الظاهر بيبرس، وقدموا أداءً بطولياً في المعركة التي انتهت بهزيمة التتار ونصر المسلمين.
بعد انتهاء الحرب واستلام الظاهر بيبرس حكم مصر، أرسل الأمير حمد لإخماد الثورات التي نشبت في صعيد مصر. وقاد الأمير حمد الجيش بنجاح، وانتصر على الثوار، وأصبح مقر إمارته في منطقة الطود، حيث عاش ودفن هناك. وبناءً على أوامر السلطان بيبرس، تم تعيين الأمير حمد أميراً للجنوب في مصر، وهو ما أدى إلى استقرار قبيلة الجعافرة في صعيد مصر.