مرأه بدوية

الشفعاء بنت عبد الله: الطبيبة الحكيمة والمرشدة الأمينة

روت الشفعاء بنت عبد الله: “ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأطلب منه شيئًا، ولكنه لم يكن لديه ما يعطيني، فبدأ يعتذر، وأنا لم أكن أفهم السبب، فغضبت عليه. وفي وقت الصلاة، ذهبت إلى ابنتي التي كانت متزوجة من شرحبيل بن حسنة، ووجدته في البيت. فسألته: كيف لا تحضر الصلاة؟ فقال لي: يا خالتي، لا تلوميني، فقد استعاره رسول الله صلى الله عليه وسلم منا. فقلت: بأبي وأمي، كنت ألومه ولم أكن أعلم. وكان الثوب درعًا رقعناه.”

قصة الشفعاء

كانت الشفعاء تتمتع بصفات نادرة، حيث كانت مثقفة ومعالجة ماهرة. أسلمت قبل الهجرة، وكانت تعرف بالرقية منذ الجاهلية. عندما هاجرت إلى المدينة، قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، كنت أرقى في الجاهلية، وأريد أن أعرضها عليك.” فأجابها: “اعرضيها.” فكانت رقيتها تعالج لدغة النملة، فقال لها النبي: “ارقي بها وعلميها حفصة.”

 دورها الاجتماعي

لم تقتصر مواهب الشفاء على الطب فقط، بل كان لها دور بارز في التعليم ومعالجة الأمراض. لذا خصص لها النبي دارًا بالمدينة، أصبحت مركزًا علميًا للنساء، حيث تعلمت الكثيرات من تعاليم الدين والقراءة والكتابة والطب، من بينهن السيدة حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

احترم خلفاء المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة الشفاء، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستمع لنصائحها ويقدم لها الدعم.

حياة وإرث

كانت الشفعاء بنت عبد الله، واسمها الحقيقي ليلى، معروفة بلقب الشفاء. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها الكثيرون. توفيت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سنة عشرين للهجرة.

بهذا الإرث الغني والعطاء الكبير، تركت الشفاء بنت عبد الله بصمة لا تُنسى في مجال الطب والتعليم، وجعلت من دارها مركزًا لنشر العلم بين النساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى