تاريخ ومزارات

 عماد الدولة: من صياد سمك إلى حاكم بلاد فارس

يُعتبر عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بن فناخسرو الديلمي، أول حكام بني بويه وأحد أبرز الشخصيات التي حكمت بلاد فارس. بدأ حياته كصياد سمك بسيط، وكان يعيش على ما يصطاده من الأسماك. ومع ذلك، قاده الطموح والإرادة القوية إلى بناء إمبراطورية عظيمة. وكان لديه شقيقان، ركن الدولة الحسن، والد عضد الدولة، ومعز الدولة، وكلهم تولوا الحكم وحققوا نجاحات كبيرة.

من هو  عماد الدولة

عماد الدولة كان السبب الرئيسي وراء سعادة أسرته وانتشار سمعتها. بفضل قيادته الحكيمة، استطاعوا السيطرة على العديد من الأراضي، بما في ذلك العراقين والأهواز وفارس، وأداروا شؤون الرعية بمهارة فائقة. وعندما تولى عضد الدولة بن ركن الدولة الحكم، اتسعت مملكته بشكل أكبر مما كان عليه الحال في عهد أسلافه.

وفقاً لما ذكره المؤرخ أبو محمد هارون بن العباس المأموني، فإن عماد الدولة واجه صعوبات كبيرة في بداية حكمه. عندما استولى على شيراز، طالب الجنود بالأموال، ولم يكن لديه ما يكفي لتلبية مطالبهم. وبينما كان يفكر في حل لهذه الأزمة، رأى حية تخرج من سقف مجلسه. استدعى الفراشين لإخراج الحية، وعندما بحثوا في السقف، اكتشفوا غرفة تحتوي على صناديق مليئة بالمال والمصوغات تقدر بحوالي خمسمائة ألف دينار. استخدم هذا المال لدعم رجاله وتثبيت حكمه.

كما حدثت معه قصة أخرى عندما طلب خياطاً ماهراً، فأتاه خياط كان يعمل لصاحب البلد السابق. اعتقد الخياط أنه مطلوب بسبب وديعة قديمة، فأفصح عن وجود اثني عشر صندوقاً لم يكن يعلم محتواها. عند فتح الصناديق، وُجدت أموال وثياب بكميات ضخمة، مما ساعد عماد الدولة في تعزيز مكانته.

توفي عماد الدولة يوم الأحد الرابع عشر من جمادى الأولى في شيراز، بعد أن حكم لمدة ستة عشر سنة. وعند مرضه، جاءه شقيقه ركن الدولة واتفقا على تسليم بلاد فارس إلى عضد الدولة بن ركن الدولة، الذي تسلم الحكم بعده.

بهذا، يظل عماد الدولة مثالاً للقائد الذي بدأ من الصفر وحقق نجاحاً كبيراً بفضل حكمته وشجاعته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى