كتبت – شيماء طه – تسكن قبائل الهونزا في وادي خيالي شمال باكستان، حيث تحيط بهم قمم الجبال الشاهقة التي تمنحهم عزلة طبيعية بعيدًا عن المدنية وتأثيراتها السلبية.
ويعيش سكان هذا الوادي حياة تتسم بالصحة الاستثنائية، النشاط البدني، والابتسامة الدائمة. متوسط أعمارهم يصل إلى 120 عامًا، مع كثيرين يتجاوزون 160 عامًا بصحة جيدة، ما يجعلهم من أكثر الشعوب المعمرة على وجه الأرض.
عادات غذائية فريدة وراء الصحة والعمر
يتبع الهونزا نظامًا غذائيًا يعتمد على الطعام الطبيعي بالكامل.
نظام غذائى صحى
نظامهم الغذائي خالٍ تمامًا من السكر المصنع، ويقتصر تناولهم للحوم على مرتين في العام فقط. يعتمدون في طعامهم على الفاكهة، خاصة المشمش الذي يحظى بمكانة رمزية كبيرة لديهم. والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة مثل القمح والشعير والذرة، التي يزرعونها بأنفسهم.
الصيام المنتظم جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية، كما يمرون بفترة تقليدية من شهرين إلى أربعة أشهر يعيشون فيها فقط على عصير المشمش.
هذا الإلتزام بنمط غذائي صارم ومتكامل ساهم في بناء مجتمع خالٍ من الأمراض المزمنة، على سبيل المثال أمراض القلب، الضغط، السكر، والأورام السرطانية.
النشاط البدني والإبتسامة المستمرة
كما يشتهر أفراد قبائل الهونزا بالمشي لمسافات طويلة يوميًا، تصل إلى 25-30 كيلومترًا، مما يعزز قوتهم البدنية ويحافظ على لياقتهم العالية.
الإبتسامة الدائمة والضحك المستمر هما أيضًا من أسرارهم للحفاظ على صحة عقلية مستقرة، علاوة على العمر الطويل.
خصوبة عالية وصحة متميزة للنساء
نساء الهونزا يتميزن بصحة ممتازة تمكنهن من الإنجاب حتى سن الخامسة والستين، في ظاهرة فريدة من نوعها. كما أنهن، مثل الرجال، لا يعانين من أي مشكلات صحية تذكر، سواء في الشيخوخة أو أثناء المراحل المختلفة من حياتهن.
رفض الحداثة وتمسك بالبساطة
بسبب عزلتهم الجغرافية، يتمتع شعب الهونزا باكتفاء ذاتي في كل جوانب حياتهم. يعتمدون بالكامل على زراعة محاصيلهم، ويرفضون إدخال الأغذية المصنعة أو الكيميائية إلى حياتهم، وهو ما يمنحهم صحة بدنية وعقلية مذهلة.
إن شعب الهونزا يقدم مثالًا حيًا على إمكانية تحقيق طول العمر وصحة إستثنائية من خلال الإلتزام بنمط حياة بسيط. غذاء طبيعي، ونشاط بدني يومي. واديهم، الذي يمكن تسميته بحق “وادي الخالدين”، يظل مصدر إلهام لكل من يسعى إلى حياة أطول وأفضل.
