قبائل و عائلات

بنو عباد: عراقة تمتد من السيل إلى السيل

تعد عشيرة بني عباد، أو العبابيد، من أكبر العشائر الأردنية وأكثرها تأثيراً. يتجاوز عدد أفرادها المائة ألف نسمة، ويتمركزون بشكل رئيسي في مناطق الوسط الأردني، خاصة في العاصمة عمان وضواحيها، ومحافظة البلقاء. من أبرز معاقلهم مرج الحمام، بيادر وادي السير، ماحص، بدر الجديدة، العارضة، ودير علا، بالإضافة إلى العديد من القرى والبلدات في منطقة البلقاء. تعبير “عباد من السيل للسيل” يصف انتشارهم من سيل الزرقاء إلى سيل نهر الأردن.

 التكوين العشائري وأصول بني عباد

تتألف عشيرة بني عباد من 32 فخذ، منها: الشبلي، الختالين، المناصير، الزيود، الزيادات، البقور، الرحامنة، النعيمات، الرماضنة، الحجاحجه، الفقهاء، الجوالده، وغيرها الكثير. يُعتقد أن بني عباد ينحدرون من تميم لخم من تنوخ، كما ذكر الأصبهاني في كتابه “الأغاني”، وأشار إلى الشاعر الجاهلي عدي بن زيد العبادي كأحد أبنائهم.

وفقاً للعديد من المصادر التاريخية، قد يكون بنو عباد امتداداً لسلالة بني عباد التي حكمت الأندلس، والتي ترجع أصولها إلى قبيلة لخم اليمنية. كما ذكر ابن مصعب الوزير في “معجم ما استعجم” أن تنوخ كانت تُعرف بالعباد، مما يعزز فرضية ارتباطهم بتنوخ. جاء في “شرقي الأردن وقبائلها” أن قبيلة عباد قد تكون جزءاً من تنوخ أو فرعاً من جذيمة من جرم الطائية، ويرجح أنهم بطن من بني طريف من جذام القحطانية، وذلك استناداً إلى نخوتهم “الطرايفة”.

 البنية الاجتماعية لقبيلة بني عباد

تنقسم قبيلة بني عباد إلى فريقين كبيرين هما: الجرومية والجبورية. الجرومية تشمل المناطق بين نهر الزرقاء ووادي شعيب، مثل عارضة عباد، عيرا، البيرة، ويرقا، ووادي شعيب. أما الجبورية فتضم مناطق مثل مرج الحمام، البحص، بيادر وادي السير، وادي السير، البصة، عراق الأمير، وادي الشتاء، أبو السوس، بدر الجديدة، ماحص، بلال، أم الأسود، دابوق، الرابية، وأجزاء من خلدا.

دورهم التاريخي والعلاقات العشائرية

تمتاز عشيرة بني عباد بقوتها ونفوذها في شرق الأردن قبل تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية. استحوذوا على أراضٍ خضراء ومناطق غنية بالمياه، مما يدل على أهميتهم ومكانتهم. تربطهم علاقة وطيدة مع عشيرة بني صخر، حيث كانوا ينصرون بعضهم في المعارك والغزوات، ويقال إنهم أبناء عمومة.

عشيرة بني عباد تظل رمزاً للعراقة والأصالة في الأردن، ممثلة بنسيج اجتماعي متين ومؤثر. تاريخهم العريق، الممتد عبر العصور، يعكس تلاحمهم وقوتهم كمجتمع. إن فهم أصولهم وتنوعهم العشائري يبرز مدى تأثيرهم في تاريخ الأردن. ومع استمرار تطور المجتمع الأردني، تظل عشيرة بني عباد شاهدة على قوة التقاليد ورسوخها، متطلعةً إلى مستقبلٍ يكرّم ماضيها المجيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى