كيف أعلى الرسول بمكانة الصحابى سلمان الفارسى ؟

كيف أعلى الرسول بمكانة الصحابى سلمان الفارسى ؟
يعد الصحابى الجليل سلمان الفارسى أول الفرس إسلامًا؛ حيث تعود اصوله الى بلاد فارس، ترك أهله وبلده سعيًا وراء معرفة الدين الحق؛ فانتقل بين البلدان ليصحب الرجال الصالحين ، إلى أن وصف له أحدهم ظهور نبي في بلاد العرب، ووصف له علامات ليتحقق منه. اتفق سلمان مع قوم من بني كلب لينقلوه إلى بلاد العرب، فغدروا به وباعوه إلى يهودي من وادي القرى، ثم اشتراه يهودي آخر من يثرب من بني قريظة، ورحل به إلى بلده.
وعند هجرة النبي محمد إلى يثرب، سمع به سلمان، فسارع ليتحقق من العلامات، فأيقن أنه النبي الذي يبحث عنه. فأسلم، وأعانه النبي محمد وأصحابه على مُكاتبة مالكه، حتى أُعتق. بعد عتقه، شهد سلمان مع النبي محمد غزوة الخندق، وهو الذي أشار بحفر الخندق لحماية المدينة من قريش وحلفائها، ثم شهد معه باقي المشاهد. وبعد وفاة النبي محمد، شهد سلمان الفتح الإسلامي لفارس، وتولى إمارة المدائن في خلافة عمر بن الخطاب إلى أن توفي في خلافة عثمان بن عفان.
وسَمَّاهُ النبي صلى الله عليه وسلم باسم ” سلمان”، وكان اسم أبيه خشفوذان، وكان الأخير من دهاقي فارس -وقيل من أساورتها- له إمرةٌ على بعض الفلاحين من أبناء أصفهان، وكان واسع الحال يملك بعض المزارع.
ولقد أعلى النبي محمد من منزلة سلمان الفارسي، كما روى أنس قول النبي محمد: «أنا سابق ولد آدم، وسلمان سابق الفُرس». وفي يوم الأحزاب، لما تحاجج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، كل منهم يقول: «منا سلمان»، فقال النبي: «سلمان منا أهل البيت».
توفي سلمان في خلافة عثمان بن عفان بالمدائن، سنة 33 هـ، وقيل توفي سنة 36 هـ، وكانت لسلمان زوجة من قبيلة كندة، اسمها بُقيرة، وقيل أنه كان له بنت بأصبهان لها نسل وبنتان بمصر. أما صفته، فقد كان سلمان رجلاً قويًا، طويل الساقين، كثير الشعر. قال عنه الذهبي: «كان لبيبًا حازمًا، من عقلاء الرجال وعُبّادهم ونبلائهم»