إستيقاظ الشعب:
لا شك بأن المتغيرات الاجتماعية التي شهدتها مصر في العقد الأخير -الآن- قد أتت ثمارها في النهاية، رغم الصراعات التي شهدناها بعد ثورتين في تاريخ الشعب المصري، فكان الحراك الشعبي، والسياسي، وحركات العمال الاحتجاجية ضد مظاهر الفقر والظلم والاستبداد لهي مقدمات للثورة، التي قامت ضد التلاعب بقوت الشعب ومقدراته وثرواته، من قبل مجموعة منتفعين، أو جماعة تحكم بإسم الدين، أوعصابة كمّمت أفواه الجميع، وطوّعت مؤسساته قسراً، لتهيمن على مقدّرات الحكم والسّلطة، وقد نجحت -على مضض- ولثلاثة عقود، أو أكثر، في إحداث الفجوة، وتغييب الوعي والتنوير، وكاد الانهيار العظيم أن يحدث لولا استيقاظ الشعب، وانحياز قواته المسلحة، ومؤسسات الدولة الوطنية -في الوقت المناسب- لسدّ تلك الفجوة.
واستعادت المحروسة «القاهرة» مصر دورها الريادي الأكبر في قيادة الأمة العربية، من جديد، ضد موجات «الخريف العربى»، وليس «الربيع العربى»، المدعوم من قوى الشّر، وأعداء الدين والوطن والسلام.
الوحدة الوطنية:
كما كان «للوحدة الوطنية» دور باذخ، في تكاتف الشعب المصري وقت الأزمات، التي أرادت -بفعل الشيطان- تركيع المصريين والعرب، ومحاولة تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعو إلى الحب والسلام، لا إلى الإرهاب والقتل، وهي الصورة -غير الصادقة- التي صوّرتها الآلة الصهيو-أمريكية، وحلفائها الأجانب، لكنّ الشعار الجميل للحرب ضد الإرهاب والمتمردين قد اكتسب دعماً شعبياً كبيراً، من خلال الملايين التي خرجت لتناصر الثورة.
«يد تبني ويد تحمل السلاح»، هو الدعامة الحضارية الكبرى التي أعادت للدولة والعرب والمسلمين هيبتهم، وكرامتهم، فلو سقطت مصر لسقط الإسلام والمسلمين.
ولكن يأبى الله إلا أن ترتفع راية الدين السمحاء، التي تتقبّل الآخر، وتنبذ العنف، وتدعو إلى التعايش، وحرية الأديان والمعتقدات، داخل النسيج المدني للدولة، لتعلو أصوات المساجد معانقة أجراس الكنائس، ولترفرف أشجار الزيتون المضيئة بغناء هديل الحمائم، بعيداً عن صور الدماء والدمار التي خلّفتها آلة الحرب العمياء: العرقية، والطائفية، والمذهبية، لتعلو الأمة فوق الأزمة بالفكر والثقافة، ولتتقدم الحضارة، عابرة جسر التكنولوجيا، إلى آفاق أكثر استشراقاً، لغد أفضل لمستقبل الأجيال الجديدة.