حليمة السعدية: الأم الحاضنة للنبي صلى الله عليه وسلم
حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله السعدية، هي المرأة التي أرضعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واحتضنته حتى فصاله. يُروى أنه عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحماً بالجعرانة، جاءت إليه امرأة، فبسط لها يده. سأله أحدهم من تكون، فأجاب: “أمي التي أرضعتني”.
البحث عن الرزق في مكة
في عامٍ من الجدب والقحط، جاءت حليمة مع نساء بني سعد إلى مكة بحثاً عن رزقٍ. كانت تمتطي أتاناً ضعيفاً ومعها طفلها وناقة مسنة. تتحدث حليمة عن تلك الأيام قائلة: “لم نكن نجد في أثداءنا ما يكفي من اللبن ولا في ناقتنا ما يغذيه، فجئنا مكة، والرَّكْبُ سبقنا. ذهبتُ إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأخذته، وعند عودتنا به إلى رحلي، امتلأت أثدائي باللبن وشرب أخوه حتى روي. كما وجدت زوجي يحلب الناقة التي امتلأت باللبن. قضينا تلك الليلة بخير وبركة”.
البركة في محمد صلى الله عليه وسلم
لاحظ زوج حليمة، الحارث بن عبد العزى، التغير الكبير وقال: “يا حليمة، والله إنني لأراك قد أتيت بنسمة مباركة”. كانت حليمة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم كأحد أبنائها، ولم تفرق يوماً بينه وبين أولادها. عاش النبي في كنفها أربع سنوات، تربى فيها على الأخلاق العربية الحميدة، ثم أعادته إلى أمه آمنة بنت وهب وهو في الخامسة من عمره.
حب النبي لحليمة
ظل النبي صلى الله عليه وسلم يكنّ لحليمة حباً كبيراً، حتى أنه ذرف الدموع عند وفاتها بعد فتح مكة. حليمة، التي عرفت بالكرم والأمانة، كانت بالنسبة للنبي رمزاً للأمومة الحانية والعطاء.
نسب حليمة السعدية
حليمة بنت أبي ذؤيب، واسم أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن. كان زوجها الحارث بن عبد العزى، الذي شاركها في تربية النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال السنوات الأولى من حياته.
بهذا، تظل قصة حليمة السعدية ونبي الله محمد صلى الله عليه وسلم شاهداً على الرحمة والبركة والاحترام المتبادل، ونموذجاً للأمومة الحانية في الإسلام.