هكذا كانت أيام الإسكندر الأكبر في مصر القديمة.. وهذا سر تسميته بـ “ذى القرنين”
أميرة جادو
بدأت رحلة “الإسكندر الأكبر” إلى مصر القديمة في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد والتي تعتبر كلحظة محورية في التاريخ، عرفت بالتقارب العميق بين الحضارات وبالرغم من تاريخ مصر الطويل، الذي يمتد لآلاف السنين فإن مصر كانت خاضعة للحكم الفارسى بحلول وقت وصول الإسكندر ومع ذلك، فقد اختلف نهجه بشكل ملحوظ عن نهج الغزاة السابقين.
دخول الإسكندر إلى مصر
ووفقاً لما ذكره موقع “ancient origin”، فأنه عند دخول الإسكندر إلى مصر لم يقابل بالعداء، بل تم الترحيب به كمحرر محتمل من قبل الشعب المصري حيث لعب احترامه الاستراتيجي للعادات المحلية والمعتقدات الدينية دورًا حاسمًا في تشكيل هذا الاستقبال
والجدير بالإشارة أن الدليل على تكريمه لثور “أبيس المقدس” في ممفيس ما جسد فهمه لأهمية الممارسات الدينية المصرية ومن خلال دمج نفسه في هذه التقاليد، سعى الإسكندر إلى إقامة علاقة مع الشعب المصري وتقديم نفسه كحاكم محسن وليس طاغية منتصرًا.
ترميم المعابد
وبالإضافة إلى ذلك، أكد ترميم “الإسكندر” للمعابد والآثار المصرية التزامه باحترام التراث الثقافي للبلاد وعكست أفعاله فهمًا دقيقًا للدبلوماسية الثقافية، بهدف سد الفجوة بين الغزو المقدوني والحضارة المصرية.
وفي هذا الإطار يكشف “عبد الرحمن الرافعي” في كتاب تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة من فجر التاريخ إلى الفتح العربي، أن المصريين قد ابتهجوا لهزيمة الفرس، ورأوا في الإسكندر بادئ الأمر منقذًا لهم من الاحتلال الفارسي، ولم يكونوا لينسوا أن الفرس قد انتزعوا عرش مصر من آخر ملوك الفراعنة وأقاموا حكمًا أجنبيًّا بغيضًا امتهَنَ كرامة بلادهم، مما حفزهم إلى الثورة عليه ثلاث مرات.
تتويج فرعوني
كما احترم “الإسكندر” ديانة المصريين، وعاداتهم وتقاليدهم ولم يكتفِ بذلك، بل توَّجَ نفسه تتويجًا فرعونيًّا في معبد “بتاح” بمدينة “منف”، وقلد الفراعنة الأقدمين فيما كانوا يفعلون عند اعتلائهم عرش مصر.
وإذ كان المصريون يرمزون بالكبش المقدس إلى الإله آمون، فقد أمر الإسكندر أن تُبرز في صوره قرنا “آمون” من قمة رأسه ولعل هذا التصوير هو الذي جعل بعض مؤرخي العرب يسمُّونه الإسكندر ذي القرنين.
والجدير بالذكر أن “الحقبة اليونانية” امتدت فى تاريخ مصر لنحو ثلاثة قرون، فبعد أن نجح الإسكندر المقدونى فى هزيمة الفرس فى آسيا الصغرى فتح مصر عام 332 ق.م وطرد منها الفرس، توج الإسكندر نفسه ملكاً على منهج الفراعنة ووضع أساس مدينة الإسكندرية ثم زار معبد آمون فى واحة سيوة والذى كان يتمتع بشهرة عالمية واسعة فى ذلك الوقت .