
العريشة.. مسكن وتراث لايزال حيا عند أهالي سيناء
سيناء – محمود الشوربجي
عُرف عن سكان شبه جزيرة سيناء سكنهم في الخيام والعرائش جمع «العريشة». حتي أن مدينة العريش سُميت بهذا الاسم نظرًا لكثرة عرائشها.
وتعد «العريشة» إحدى مفردات البادية والسكن بها أحد أهم العادات والتقاليد لدى بادية سيناء. ومنذ القدم معروف أن أهل البادية يسكنون الخيام في الشتاء والعرائش في الصيف. والعرائش مفردها لغوياً «العَرِيشَة» وجمعها عند أهل سيناء «عُرش» وهي ثقافة وتراث سيناوي أصيل يحاكي الطبيعة والحياة الفطرية. وقد سميت مدينة العريش بهذا الاسم بسبب كثرة عرائشها.
أما عن مفاهيم العريشة المعروفة والشهيرة، فقد عُرفت قديماً بـ «العريشة»؛ وأطلق عليها البعض «الخُص» وعرفت عند أهل الوادي ب «العِشَّة». كما تطلق مسميات عِدة؛ حتى أنهم أطلقوا على العريشة الصغيرة ب «الخُن» ويتم بنائها للحيوانات مثل الكلاب والقطط. بجوار العريشة يتم بناء «الحوش» وهي شبه حظيرة تحفظ فيه الأشياء والدوابّ. علاوة على أن جزء منها مخصص لتربية الطيور والماعز والضأن وغيرها.
كما أن بناء عواميدها من جذع النخيل يطلقون عليها «ركائز» وينطقونها «ركايز» وسقفها وجوانبها الأربعة من أوراق النخيل مدعومة ببعض من أليافها ويطلقون عليها «سعف النخيل» أو «جريد النخيل.
من ناحيته أكد شعبان قنديل الفضالي، الباحث في التراث السيناوي، خلال حديثه لـ «صوت القبائل العربية» أن المنازل المصنوعة من جذوع وسعف أشجار النخيل والتي يطلق عليها العرائش، تراث سيناوي يتحدي الحداثة، حتى أن معظم أبناء سيناء يقيمون العرائش بجوار المنازل الحديثة، خاصة في القرى، لاستقبال الضيوف.
بينما لفت الفضالي إلى أن أبناء العريش كانوا في موسم البلح يذهبون إلى البحر ويقيمون العرائش تحت النخيل وبجوار ساحل البحر ويأخذون دوابهم معهم مستمتعين بحياتهم البسيطة في تلك العرائش.