المزيد

“حنة ليلة العيد”.. أشهر العادات القديمة عند بدو المنيا

أميرة جادو 

لا تزال هناك عادات قديمة تمتد عبر عقود من الزمن وتنتقل من جيل إلى جيل حتى الوقت الحاضر. ومن بين هذه العادات، “حنة ليلة العيد” تعتبر واحدة من أشهر العادات بين فتيات القبائل البدوية في مناطق نائية من البلاد، وتعرف أيضًا باسم “حنة العيد” أو “الدامر”.

تعد الحنة الأعياد هي إحدى العادات القديمة التي استمرت حتى الآن منذ وقتٍ بعيد، وتتميز بنقوشها الجميلة التي تزين أيدي وأقدام الفتيات والنساء الكبيرات في السن.

الحنة في الماضي

في الماضي، كانت الأسر المصرية، وخاصة البدوية والصعيدية، تجتمع في ليلة العيد لتقوم الجدة بوضع الحناء التي تحضّرها بنفسها. حيث تأخذ مسحوق الحناء وتمزجه مع الليمون الأسود. ثم تقوم بوضعه على يدي بناتها وحفيداتها، وتربط أيديهن حتى صباح يوم العيد.

حنة ليلة العيد

وتتزين نساء وفتيات القبائل البدوية بالحناء احتفالًا بقدوم العيد. ويحرصن أيضًا على تزيين وتنظيف منازلهن لتظهر في أبهى حلة خلال أيام العيد. إن هذه العادة القديمة الموروثة عن الأمهات والجدات تعد جزءًا من فرحة الأسرة في تلك الأيام. وتملأ البيوت بالبهجة والسعادة أثناء الزينة بالحناء.

وفي هذا الإطا، تقول “أم حسن”، إحدى السيدات المختصة في تزيين الفتيات والنساء بالحنة في المناسبات والأعياد. أن حنة الأعياد تختلف على حسب رغبة كل سيدة واختيارها للتصميم. وبالتالي تختلف أسعارها وطريقة تحضيرها تبعًا لنوع النقش وطوله ودقته، سواء كانت على الأيدي أو الأقدام.

أشهر العادات القديمة

وأردفت “أم حسن”، أن حنة ليلة العيد هي إحدى العادات القديمة التي تمتد لأكثر من 200 عام، وتم توريثها من أجيال أمهاتنا وجداتنا منذ الزمن البعيد. تبرز أهمية هذه العادة في المناسبات المختلفة مثل الأعياد الرسمية والأفراح.

والجدير بالإشارة أن عند قدوم عيد الفطر، يجتمع فتيات القبيلة في منزل الأكبر سنًا منهن. حيث يتوجهن إليها ويبدأن في نقش الرسوم المتنوعة على أيديهن وأرجلهن. للتعبير عن فرحتهن بقدوم عيد الفطر، المعروف أيضًا باللهجة البدوية باسم “عيد العيش”.

الحنة البدوية

ومن جانبها، كشفت “سماح “، إحدى الفتيات البدوية باحدي نجوع مركز “ملوي” في المنيا، أن الحنة البدوية تشتهر في يوم ليلة العيد. أو كما يطلق عليها الوقفة، وهي عبارة عن عادات وتقاليد تتوارثها الفتيات عن أمهاتهن من بينها من هو يخص الفتيات فقط. ومنها ما يعلمه الكثير من الرسوم على الأيدي والأرجل احتفالا بالعيد.

كما أوضحت “سماح”، أن الحنة التي يتم استخدامها في ليلة العيد. هي أشهر أنواع الحناء الذي يطلق عليها الدامر بالبهجة البدوية ويتم عجنها سويًا مع الشاي الثقيل أو الكركدية الثقيل والليمون. حتى تصبح عجينًا متماسكًا بعضه البعض وذلك لزيادة رونق لونها وثباتها علي الايدي او اقدام.

واختتمت “سماح”، حديثها قائله: “حنة ليلة العيد هدي لها مكانها خاصه لدي جميع الفتيات البدوية ومنفعش نعدي ليلة العيد من غير الحنة فهي جزء كبير من احتفالات العيد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى