كتابنا

د. عبدالله بن محمد بن يحي الشيخ مستشار الأمن الفكري يكتب.. رحل عنا ملك النبلاء في وقته وشيخ الأمراء في عصره

بالأمس القريب نزلت بنا جميعاً فاجعة وأصبنا بمصيبة وفاة أميرنا تركي بن عبدالعزيز وإذا قلت تركي بن عبدالعزيز فحسبك بهذا الاسم لكي تستحضر معاني الفضل والمعروف والعزة والرفعة والشهامة والنبل والتواضع وبذل المعروف والإحسان إلى الناس بالقول والفعل ولقائهم دائماً وأبداً بوجه طلق وابتسامة لا تفارق المُحيا

‎ماذا عساني أن أقول ومن أين ابتدأ في وصف فقيد البلاد أميرنا المحبوب الغالي تركي بن عبدالعزيز

‎كنا نسمع كثيراً عن حاتم الطائي وكرمه فإذا بنا نرى ذلك عياناً في أميرنا تركي كل من زار هذا الأمير النبيل في بيته بجده حيث كان مجلسه العامر بالعلماء والمفكرين والأدباء وهو مفتوح لسائر الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم والجميع مرحب به دون استثناء

‎ أما أصحاب الحاجات فلا يردهم أحد وهم في غالب أمرهم تلبى طلباتهم وتقضى حاجاتهم وتُطيب خواطرهم

‎أما مجالسوه فهم ينعمون بذاك الاستقبال الرائع والحفاوة الطبيعية دون أدنى تكلف

‎ وأول مايسعدون به ذاك الوجه الطلق والمُحيا المبتسم أما التبسط في الحديث وإدارة الحوار بكل رقي فأميرنا الراحل هو فارس هذا الميدان لذا كان مجلسه العامر مما تضرب إليه أكباد الإبل وقد انتقل هذا المجلس العامر إلى القاهرة فترة إقامة أميرنا يرحمه الله هناك فسعدت القاهرة وأهلها بمقدمه الميمون وكان مجلسه العامر وصالونه الثقافي مما يتواصى أهل العلم والمعرفة والفضل بحضوره أما عن العاملين في مكان الإقامة فلا تسمع منهم إلا الثناء على ذاك الأمير المبارك وكيف كان يغدق عليهم بالعطاء رحمه الله رحمة واسعة

‎عاش ذاك الأمير العظيم حياة كلها بذل وعطاء وتضحيات عاش رحمه الله ليُسعد من حوله ويُدخل عليهم جميعاً الفرح والبهجة والسرور

‎رحل عنا ذاك الأمير الشهم النبيل الكريم إلى جوار أكرم الأكرمين سبحانه وتعالى فاللهم إن عبدك تركي قد نزل بجوارك وأنت أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين اللهم كما أكرم عبادك فأكرمه كما أحسن إليهم فاحسن اليه كما اغدق عليهم فاغدق عليه كما تجاوز عنهم فتجاوز عنه كما أسعدهم وأسرهم وأنعم عليهم فقابله بذلك أضعاف مضاعفة أنت أهل الجود والفضل والإحسان اللهم اغفر له وارحمه واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنان بمنك وفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى