المزيد

حكاية معبد التماسيح في بطن الجبل.. عمره أكثر من 2000 عام

أميرة جادو 

تضم “محافظة المنيا” الكثير من المناطق الأثرية الهامة، والتي تعكس تاريخ العديد من الحقب الزمنية المختلفة، إلا أن البعض منها ما زال يبحث عن الزائرين، والبعض الآخر غير مدرج بالخريطة السياحية لاستقبال الوفود السياحية لكونها قرية تجمل معالم وجمال الطبيعة.

تقع قرية “طهنا الجبل” شرق نهر النيل بزمام مركز المنيا وتبعد عن المحافظة، وهي أهم المناطق السياحية وتقع على بعد 13 كيلومترات شمال شرق مدينة المنيا، ويرجع تاريخها إلى عصر الدولة الفرعونية القديمة والعصر اليوناني، وكان يطلق المدينة قديمًا “أكوارس”.

ومن بقايا آثارها وأهمها معبد نيرون الذي كان مخصص لعبادة الإله سوبك إله الخصوبة والسلطة والقوة العسكرية والذي يأخذ شكل التمساح ولذا نجد بعض التماسيح المحنطة موجودة ببقايا المعبد وتجد أحد أهم وأبرز المعابد الأثرية التي تخطى عمرها الـ 2000 سنة.

أغرب المعابد الأثرية

يعتبر “معبد نيرن” من أغرب المعابد الأثرية الموجودة بصعيد مصر فيتكون من 3 طوابق، ويحيط به أطلالا للمدينة قديمة في مشهد فريد من نوعه، غير أن به غرفة تضم عددًا من التماسيح المحنطة التي تجذب الأنظار.

وعلى الرغم من أن المعبد الموجود في “طهنا الجبل” قليل الحظ من الزيارات السياحية نظرًا لعدم تمهيد طريقه أسوة بالمناطق الأثرية بجنوب المحافظة كتل العمارنة وتونا الجبل وبني حسن الشروق، ولم يتم إدراجه في جداول الزيارات لكنه يظل فريدًا من حيث طوابقه ومحتواه.

بناء المعيد

والجدير بالإشارة أن المعبد تم بناؤه في عصر الدولة الوسطى لأحد أباطرة الرومان الملك “نيرون” ذلك الملك الذي جاء لمصر ووجد شعبها متدينًا فقرر أن يبني عددًا من المعابد باسمه، وكان أبرزهم معبده فوق سفح الجبل الشرقي بالمنيا، ليظل شامخًا وبحالة جيدة حتى الآن، ولازالت العديد من الأبحاث والبعثات تجرى حوله.

تصميم المعبد

وفور دخولك لمحيط المعبد الذي يقع على مسافة قريبة من منازل الأهالي تجد كميات كبيرة من بقايا الفخار، الذي استخدمه القدماء في تخزين الغلال والأطعمة المختلفة، ومازالت بقاياه تكسو الأرض، وتجد بعدها درجات سلالم ضخمة مصنوعة من الحجارة الكبيرة تقودك إلى أعلى.

كما تم نحت “المعبد” نحته في الجبل الصخري وفي الطابق الأول صالة كبيرة تبلغ مساحتها 20 مترًا، بها 8 أعمدة وصوامع للغلال محفورة في الأرض، ثم صالة بها بابا يصل بك إلى قدس الأقداس، ومقصورة للآله حتحور، وبعض الآبار للدفن، ويتوسط الحائط الجنوبي لصالة الأعمدة باب يؤدي للأجزاء الداخلية، التي تتكون من 4 غرف منحوته في الصخر، و 4 مقابر من اليمين من المعبد.

وقد تم تتزين جدران “معبد نيرون” وسقف الطابقين الثاني والثالث بالنقوش الفرعونية، فيما تجد أمام مدخله الأعمدة التاريخية ذات الشكل المميز لازالت شامخة، بينما تعاني درجات السلالم من كسور متعددة.

والجدير بالذكر أن المتحف يتضمن على غرفة التماسيح أو كما يطلق عليها غرفة الآله “سوبك” هي أكثر ما يميز المعبد، وتضم التماسيح المحنطة بأحجام كبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى