تحديات السيطرة على النيل الأزرق: توجهات إثيوبيا وتداعيات سد النهضة
تتجه إثيوبيا بثبات نحو تعزيز سيطرتها على موارد النيل الأزرق، مستغلة المفاوضات كغطاء لفرض سياساتها على أرض الواقع، بما يتجاوز الإطار القانوني الدولي. تسعى أديس أبابا للحصول على موافقة دول المصب على إدارتها الحصرية للنهر، متجاهلةً بذلك الأعراف الدولية.
توجهات إثيوبيا وتداعيات سد النهضة
كشف هاني إبراهيم، الخبير في الشؤون الإفريقية ومنطقة حوض النيل، عن أحدث التطورات في ملف سد النهضة، الذي يعتبره بمثابة كارثة محتملة. وأوضح أن مستوى مياه بحيرة السد يوازي حاليًا المستوى الذي تم الوصول إليه خلال المرحلة الرابعة من عملية الملء.
وفيما يتعلق بأزمة السد، أشار إبراهيم إلى أن الانخفاض الحالي في مستوى المياه يقدر بنحو 7 مليارات متر مكعب. ويتوقع أن يؤدي ذلك إلى استرجاع هذه الكمية وبدء المرحلة الخامسة من الملء بحلول نهاية يوليو، على أن يكتمل الملء بمنتصف سبتمبر.
وأكد الخبير أن منسوب بحيرة السد سيصل إلى أدنى مستوياته خلال الشهر الحالي، مع توقعات بأن تتراوح كمية المياه المضافة خلال المرحلة الخامسة من الملء بين 18 و20 مليار متر مكعب، مما قد يرفع السعة الكلية للبحيرة إلى 60 مليار متر مكعب، بينما تبلغ السعة القصوى 74 مليار.
سبق وأن اتخذت إثيوبيا خطوات للشروع في المرحلة الخامسة من ملء السد دون التنسيق مع مصر والسودان، مما يعقد الوضع الإقليمي.
وتعد بحيرة فيكتوريا، التي تعتبر ثاني أكبر بحيرة عذبة في العالم من حيث المساحة والأكبر في أفريقيا، مصدرًا رئيسيًا للنيل الأبيض. تمتد البحيرة على مساحة 68870 كم²، وقد أدى بناء سد شلالات أوين في منتصف القرن العشرين إلى ارتفاع منسوب المياه بها. تحتضن البحيرة آلاف الجزر، بعضها أصبح مقصدًا سياحيًا، وتشترك في حدودها كينيا وأوغندا وتنزانيا.
يذكر أن الرحالة العربي الإدريسي كان أول من أشار إلى أن نهر النيل الأبيض ينبع من بحيرة فيكتوريا، وذلك في القرن الثاني عشر الميلادي، حيث ترك خريطة دقيقة للبحيرة ومحيطها.