المزيد

ما هو سر وجود آثار يونانية وسط اكتشافات أمام معبد الملكة حتشبسوت؟

أميرة جادو

شهدت محافظة الأقصر، تنظيم مؤتمر صحفي عالمي أعلن خلاله عالم المصريات الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق ورئيس البعثة المصرية بالأقصر، عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية المهمة، وقد إقامة المؤتمر أمام معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري، وتضمن نتائج حفريات البعثة المصرية المشتركة بين مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث والمجلس الأعلى للآثار.

اكتشافات من معبد الملكة حتشبسوت

كشفت البعثة عن آلاف القطع الأثرية من معبد الوادي الخاص بالملكة حتشبسوت، شملت أكثر من 1500 كتلة حجرية مزخرفة بنقوش ملونة وتحمل خراطيش ملكية بأسماء الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث. كما تم العثور على وديعة أساس المعبد كاملة، وهو اكتشاف له أهمية تاريخية كبيرة.

اكتشاف جبانة الأسرة السابعة عشرة

أحد الاكتشافات البارزة كان جزءًا من جبانة ضخمة تعود للأسرة السابعة عشرة. تضمنت الجبانة توابيت “ريشي”، من بينها تابوت لطفل مربوط بالحبال بقي على حاله منذ دفنه. كما تم العثور على أسلحة مثل الأقواس والسهام التي استخدمت في طرد الهكسوس من مصر. واشتملت الاكتشافات أيضًا على مقبرة تحتوي على لوحة جنائزية مهمة. تخص مدير قصر الملكة “تتي-شيري”، جدة الملك أحمس مؤسس الأسرة الثامنة عشرة. هذه اللوحة مؤرخة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس، الذي طرد الهكسوس من مصر.

آثار يونانية في معبد الملكة حتشبسوت

طرحت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، بقيادة الدكتور عبد الرحيم ريحان، تساؤلات حول وجود آثار يونانية بين المكتشفات. الباحثة الأثرية رنا محمد جابر التونسي لاحظت وجود رؤوس تماثيل لا تنتمي للفن المصري القديم، بل تشبه تماثيل “تناجرا” الشهيرة، التي تعود للعصر اليوناني. تماثيل تناجرا، المصنوعة من الطين المحروق، كانت تصور نساء أو أطفال وتُستخدم كقرابين أو زينة للمنازل.

تفسير الدكتور زاهي حواس

وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور زاهي حواس أن هذه القطع الأثرية تعود إلى جبانة بطلمية بنيت فوق أطلال معبد الوادي والطريق الصاعد للملكة حتشبسوت.

وأشار “حواس”، إلى أن البعثة اكتشفت الجبانة بمنطقة العساسيف في البر الغربي بالأقصر، حيث عثر على عملات برونزية من عصر بطلميوس الأول تحمل صور الإسكندر الأكبر. إلى جانب رؤوس من التراكوتا (الطين المحروق) لحيوانات وأشكال آدمية، ورأس سيدة بزي يوناني يشبه رؤوس تناجرا. بالإضافة إلى جعارين مجنحة وأجزاء من توابيت ونواويس خشبية.

والجدير بالذكر أن هذه الاكتشافات تعد نقلة نوعية في دراسة تاريخ مصر القديم، وتؤكد على التنوع الحضاري الذي شهدته المنطقة. كما تسلط الضوء على التكامل الثقافي بين العصور المصرية واليونانية والرومانية، مما يعزز أهمية الأقصر كمركز أثري عالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى