النويري: عبقري الأدب ومؤرخ العصور في ثلاثين مجلدًا
ولد العلامة شهاب الدين أحمد، المعروف بالنويري. في طرابلس الشام ضمن أسرة لها مكانة مرموقة في المجتمع والعلم. استمع للحديث من الشريف موسى بن علي ومن علي يعقوب بن أحمد الصابوني وغيرهم.
من هو النويري
ألف النويري موسوعة ضخمة في الأدب والتاريخ تحتوي على ثلاثين مجلدًا، أسماها “نهاية الأرب في فنون الأدب”. كما نال إعجاب السلطان الناصر الذي أوكل إليه مهامًا هامة. فخدم في الديوان وتولى مناصب عدة، منها نظارة الجيش في طرابلس ونظارة الديوان في الدهقلية والمرتاحية. وصفه الأديب الإدفوي بأنه كان ذكيًا. جميل المظهر، كريمًا وودودًا مع أصدقائه، وأضاف أنه صام رمضان في السنة التي توفي فيها.
كما كان للنويري رغبة قوية في تأليف “نهاية الأرب” ليكون مرجعًا ومصدر إلهام. في مقدمة الكتاب، يقول: “كنت من الذين يفضلون الكتابة كفن يجمع بين الجديد والقديم، وأعرف الجليل منها وأكشف الخفي، وأبسط الأفكار وأنظمها. كنت كمن يوقد نارًا للإضاءة، وأرفع القوانين وأضع الموازين، وأتأمل المقترحات وأعتمد على المقاييس، وأعود إلى الأصول وأضيف إليها. وأحرر ما بعد ذلك ليكون العمل متقنًا.” ويضيف: “فركبت جواد البحث وسرت في ميدان المراجعة، وعندما وجدت الصفاء في المصادر، قررت أن أخلق منها كتابًا يكون لي صاحبًا ومرجعًا… فاستخرت الله واخترت خمسة فنون مرتبة بوضوح، كل فن يحتوي على خمسة أقسام: الأول في السماء والأرض، الثاني في الإنسان، الثالث في الحيوان، الرابع في النبات، والخامس في التاريخ.”
يذكر أن من مجموع الثلاثين مجلدًا لكتاب “نهاية الأرب”، لم يتم طباعة سوى ستة عشر مجلدًا حتى الآن.