تاريخ ومزارات

تقديرًا للجهود.. قصة تتويج جون أنطونيادس بلقب سير من الملكة فيكتوريا

 

ولِد جون أنطونيادس في القرن التاسع عشر، وقد هبط إلى الإسكندرية في منتصف هذا القرن، في زمن كانت الموانئ تعج بالمغامرين والتجار والمستعمرين الهاربين من أوروبا. وبالرغم من فقره ونقصه المالي، انضم إلى هؤلاء المغامرين، متسلحًا بالعزيمة والتصميم على تحقيق النجاح.

استثمر جون في الأرض الفضاء المجاورة لحدائق النزهة بسعر رخيص. حيث قرر إنشاء حديقة تحمل اسمه، تمثل أحلامه وطموحاته. بدأ بتنسيقها بأسلوب يشبه حدائق قصر فرساي في باريس، مع إضافة تماثيل فنية لشخصيات تاريخية وآلهة يونانية قديمة.

كانت فكرة جون أنطونيادس في إنشاء الحديقة تأتي من رغبته في الاستمتاع بالطبيعة والاسترخاء. وتخفيف توتراته النفسية التي كان يعانيها من جهد العمل المستمر من أجل خدمة شعب الإسكندرية الكريم. قام بإنشاء منزل صيفي في الحديقة ليضمن راحته، وعمل بجد على إيجاد التوازن بين جمال الحديقة وجمال المنزل. فأضاف لمسات فنية من النقوش والزخارف لجعلهما تحفة فنية بارزة.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها السكندريون لصالح أنطونيادس. إلا أنه لم يكن قادرًا على الاحتفاظ بمكانته وثروته. فعندما هاجمت الأساطيل الإنجليزية مدينة الإسكندرية ودمرت حصونها في 11 يوليو 1882، قدم أنطونيادس مساعدته بكل إخلاص، كما لو كان ينتمي إلى عرق الإنجليز وليس إلى عرق المصريين. ونظرًا لجهوده الجليلة. قررت الملكة فيكتوريا منحه لقب سير في عام 1882، مما أثار إعجاب سكان الإسكندرية. على الرغم من هذه الشهادات والتقدير، حاول أنطونيادس بكل جهد استعادة مودة أهل الإسكندرية، وقام بالتبرع لمشروعات الإصلاح وباستخدام كل الوسائل المتاحة له.

في عام 1895، ترك السير جون أنطونيادس هذا العالم. لكنه خلد اسمه في مصر بإهداء قصره وحديقته لبلدية الإسكندرية، بشرط أن تحتفظ البلدية باسمه عليهما.

وهكذا، ترك جون أنطونيادس إرثًا يتجاوز الزمان والمكان، حيث يذكر اسمه بتقدير واعتزاز من قبل أهل الإسكندرية، الذين يترددون عليه ويتذكرونه في كل مناسبة وبدونها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى