المزيد

سشات: أيقونة الحكمة ومهندسة الحضارة المصرية القديمة

كتبت شيماء طه

في أعماق الحضارة المصرية القديمة، تبرز سشات، إلهة الحكمة والمعرفة، كرمز للتقدم العلمي والثقافي. لم تكن سشات مجرد إلهة عابرة في الميثولوجيا المصرية، بل لعبت دورًا محوريًا في بناء أسس العلم والابتكار.

سشات وعبقرية الكتابة

تحمل سشات لقب “ربة الكتابة”، حيث يُنسب إليها اختراع الكتابة نفسها، وهو ما يعكس ارتباطها العميق بتوثيق المعارف ونقلها عبر الأجيال.

لطالما اعتبرها المصريون القدماء مسجلة للتاريخ، ومدونة للإنجازات، وشاهدة على الحضارة. في العديد من النقوش، تظهر وهي تكتب على أوراق البردي، تسجل الأحداث والبيانات المهمة، مما يجعلها رائدة في مجال التوثيق والأرشفة.

سيدة الهندسة والفلك

لم تقتصر عبقرية سشات على الكتابة فقط، بل إمتدت لتشمل العلوم التطبيقية، مثل الهندسة والفلك. كانت مسؤولة عن تصميم المعابد بدقة مذهلة، مستخدمةً معرفتها بالنجوم لتحديد مواقعها ومحاذاتها. كما ساعدت هذه المعرفة في وضع تقاويم زراعية دقيقة، تربط بين مواسم الفيضان والزراعة، مما كان حاسمًا لاستمرارية الحضارة المصرية.

تاج المعرفة والقرون السبعة

كان التاج الذي ترتديه سشات رمزًا لقوتها وحكمتها ، يتكون من سبع وحدات شبيهة بالنجوم مع قرنين مقلوبين، ليجسد ارتباطها بالفلك والرياضيات. تعكس هذه الرمزية مكانتها كإلهة للمعرفة وحافظة للتوازن بين القوى السماوية والأرضية.

دورها في الحكم وتأسيس المكتبات

خلال عصور الدولة القديمة والوسطى، كانت سشات شريكة في طقوس تتويج الملوك وتحديد سنوات حكمهم، حيث تقوم بتدوينها على أوراق الشجرة المقدسة.

كما يُنسب إليها تأسيس أول مكتبات، حيث جمعت النصوص العلمية والدينية، لتصبح بذلك حامية للمعرفة عبر العصور.

رمز المرأة المثقفة والقوية

عبر تمثيلها كإلهة قوية ومثقفة، قدمت سشات نموذجًا يُحتذى به للمرأة المصرية.

في حضارة إحترمت دور المرأة في التعليم والحكم، كانت سشات شاهدة على رؤية تقدمية لا ترى في المرأة مجرد تابع، بل شريك في بناء الحضارة.

تظل سشات رمزًا خالدًا للحكمة والابتكار، وشهادة على أن المرأة المصرية كانت دائمًا في قلب الإنجازات الكبرى التي شكلت تاريخ البشرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى