جهود عائشة بنت سعد بن أبي وقاص في نقل السنة والفقه..اعرف القصة
ظهرت قصص العديد من النساء البارزات في حياة نبي الأمة، الذي كان لهن تأثير كبير في عصرهن والعصور التالية. قدّم أحمد خليل جمعة في كتابه “نساء في عصر التابعين” الصادر عن دار نشر ابن كثير تسليطًا على دورهن وتأثيرهن في الأحداث المرتبطة بالدعوة الإسلامية وحياة الرسول.
كان للنساء دور مهم في نقل حديث رسول الله وتبليغه، حيث لم يكن تواجدهن مقتصرًا على الرجال فقط. كانت النساء يحضرن مجالس الرسول ويستمعن إلى حديثه، خاصة في المناسبات العامة مثل صلاة العيد. ومع ذلك. كانت المجالس النبوية تميل إلى الرجال، لذا جاءت نساء التابعين إلى الرسول يطلبن إليه يومًا خاصًا لهن للتعلم، فأجابهن الرسول على ذلك.
وكانت نساء التابعين جميعًا قسيمات في نشر العلم والدين بالتزامن مع توجيه الله لهن بالاستقرار في بيوتهن وتعلم القرآن والسنة منهم عائشة بنت سعد بن أبي وقاص وهي واحدة من النساء التابعيات المتميزات، كانت معروفة بالصدق في العلم والأمانة في الرواية. ولدت ونشأت في المدينة المنورة في فترة الخلافة الراشدة. حيث كانت تتلقى العلم منذ صغرها. وقد روت العديد من الأحاديث عن النبي وعن زوجاته وأمهات المؤمنين.
في فترة نهاية حكم سيدنا عثمان بن عفان، ولدت عائشة ابنة سعد بن أبي وقاص في المدينة المنورة. التي كانت آنذاك مركزاً رئيسياً للصحابة والعلماء، ومنبعاً للحديث والمحدثين، وكانت عائشة – رضي الله عنها – في طليعة هؤلاء الصحابة.
نشأة عائشة
تربت عائشة بنت سعد في بيئة محبة للعلم والرواية منذ نعومة أظفارها، ونمت وهي تحت رعاية والدها سعد، أحد أعضاء العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين في الإسلام. ومن شهد بدراً والحديبية. كانت تفتخر عائشة بأنها ابنة المهاجر الذي قدم كل شيء لقضاء سبيل الله يوم أحد بالدم والأموال.
بالإضافة إلى هذه الفضائل، فقد كان والدها سعد محترفاً في رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. حيث روى عنه ما يزيد على 270 حديثاً، وكانت عائشة أول من روت عن أبيها وعن عدد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. كما روت أيضاً عن أم ذرة المدنية وأم درة، وكلاهما كانتا من رواة الحديث الموثوق بهما.
عائشة بنت سعد كانت ثقة من ثقات رواة الحديث النبوي الشريف. ووصفها العجلي بأنها تابعية مدنية، وذلك يعني أنها كانت من أهل المدينة. وقد أُشيعت لها الثقة في الرواية عند الإمام البخاري وغيره من علماء الحديث.
كانت عائشة بنت سعد معروفة بتفانيها في العبادة وأداء الصلوات في المسجد النبوي. حيث كانت تحضر صلوات الضحى والتراويح بانتظام. وكانت تشترك في النواحي الشرعية مع زوجات النبي. مظهرةً الترابط القوي بينهن وبين المجتمع الإسلامي.
توفيت عائشة بنت سعد في سنة 117 هـ بعد حياة مليئة بالعلم والتعليم والعبادة. كانت إحدى آخر بنات المهاجرين، وبموتها انقرضت آخر بقايا جيل الصحابة، مما يبرز أهمية دورها في نقل العلم والدين وتربية الأجيال الجديدة.
