رمضان في “ليبيا” حاجه تانيه والسر في “التقاليد”
كتب – عمر محمد
تختلف عادات وتقاليد القبائل العربية في ليبيا عن غيرها من الدول الأخري خلال شهر رمضان، من خلال الاستعدادات والطقوس المميزة لديهم علي مدار الشهر المبارك.
الإفطار علي القهوة والتمر
وتبدأ استعدادت القبائل العربية في شهر رمضان مبكراً، وذلك مع نهاية شهر شعبان، حسب صافي سالم مؤرخ ليبي ل”صوت القبائل”، فبعد الاحتفاء إحياء ليلة النصف من شعبان تنطلق العائلات الليبية إلى الأسواق تشتري لوازم شهر الصيام وخصوصا مواد تحضير الحلويات التي تعدها نساء العائلة لسهرات ما بعد التراويح. ومع اقتراب حلول الشهر المعظم، تبدأ الأسرة في شراء اللحوم بكميات كبيرة، خصوصا اللحم البلدي رغم غلاء أسعاره، وتجتمع الأسرة بأصولها وفروعها في بيت العائلة فهناك تأتي كل أسر الأبناء الذكور المتزوجين لتناول أول إفطار في رمضان ومن ضروريات الإفطار أن يحتوى على طبق الشوربة التي تسمى في اللهجة الليبية “الشوربة العربية”، وهي تؤكل طوال أيام رمضان الكريم. وقبل أن يرتفع الأذان تجتمع الأسرة جالسة على الأرض وتقوم الأم بإعداد القهوة ويحضر الحليب والتمر، ويتناول الصائمون جميعا كبارا وصغارا الحليب والتمر ويختص الكبار باحتساء فنجان القهوة المنكهة بمذاق حبة الكزبرة ، ويذهب الرجال في الغالب إلى الصلاة في مسجد الحي.
ويعم روحانيات رمضان في ليبيا، مع حرص المواطنين علي القرب من الله تعالى خلال شهر الخير طبقاً لصالح العبيدي من عواقل قبائل ليبيا ل”صوت القبائل”،
فيجتهدون في أنواع العبادة وخصوصا تلاوة القرآن ومشاركة المسلمين في صلاة التراويح في المساجد التي تزدحم بهم من الجنسين الرجال والنساء ومما تعارف عليه الناس في ليبيا قراءة العديد من الأدعية بعد كل ركعتين، وفي العشر الأواخر يبدأ الناس صلاة القيام أو التهجد بعد منتصف الليل وحتى وقت السحور وتكثر في المساجد الدروس الدينية.
السهرات الرمضانية وتناول الحلوي الليبية
ويكمل “العبيدي”: من عادات وتقاليد الليبيين بعد صلاة التراويح يتوجهون إلى محلات بيع الحلويات لشراء ما يعرف بالسفنز في ليبيا، أو السفنج في بعض الدول العربية الأخري، وهي حلويات شعبية تعجن بالدقيق والزبدة والسمن قليل من الملح وتقلى بشكل دائري مغلق من الوسط في كثير من الزيت حتى تنضج بانتفاخ أطرافها وجفاف وسطها وتؤكل ساخنة مع العائلة وضيوف رمضان بعد أن تغمس في سكر غير مطحون أو في عسل أو دبس التمر المسمى في ليبيا “رب التمر”، وفي العشر الأواخر تبدأ الأسر الايبية بالتجول في الأسواق بعد صلاة التراويح حتى أوقات متأخرة من الليل لاختيار ملابس العيد وما تبقى من لوازم حلويات العيد كما تقوم بعض الأسر بطلاء داخل البيت استعدادا للعيد وتعلق الأضواء الملونة وغيرها من أشكال الزينة.