تعرف على عادات شعب ليبيا في رمضان
أميرة جادو
يتمتع شهر رمضان المبارك في ليبيا بمذاق خاص، فمنذ الساعات الأولى لإعلان بدء الشهر الكريم، يستعد الليبيون بأجواء روحية واحتفالات ذات مذاق خاص، تضفي حالة من السكينة على البلد الذي أنهكته الحروب والانقسامات.
تجتمع الأسرة الليبية في أول أيام شهر رمضان المبارك، فيما يعرف بـ”حوش الوالدين”، لتناول أول إفطار رمضاني معا، في سفرة مليئة بالأكلات التي لها طابع خاص، وأطباق المميزة.
يبدأ الشعب الليبي الإفطار بتناول الحليب والتمر والشوربة العربية، ثم يبدأون بتناول ما لذ وطاب، حيث تتميز المائدة الليبية في رمضان: “حساء الشعير” و”البوريك”و”البراك” و”البازين” و”المبكبكة” و”المبطن”و”الظولمة” و”العصبان”، وغيرها.
وبعد الإفطار وأداء صلاة المغرب يتجمع الجميع ويجلسون معا يتناولون القهوة، حتى أذان العشاء، حيث يذهب الذكور إلى المساجد لأداء صلاة التراويح.
حلوى السفنز
بعد صلاة التراويح، يحرص “الليبيون” على تناول حلوى ليبية شهيرة تعرف بـ “السفنز”، وهي عبارة عن نوع من الحلويات الشعبية يغمسها الناس بالسكر غير المطحون أو العسل، ويتناولونها ساخنة مع العائلة. كما يتنوع اختيارهم للحلويات الرمضانية مثل البقلاوة الطرابلسية، والزلابية، والعسلة، ولقمة القاضي، والبسبوسة، والكنافة والمقروض.
كما تعد “بطولات كرة القدم” بين شباب الأحياء من العادات الرمضانية، حيث يتم توزيع جوائز مالية وهدايا على الفائزين، وتتفوق بعض الدوريات الرمضانية على المسابقات الرسمية.
أما في العشر الأواخر من رمضان، يبدأ الليبيون في اختيار ملابس العيد، حيث يذهبون إلى الأسواق بعد صلاة التراويح حتى ساعات متأخرة، ويزيِّنون منازلهم بالأضواء الملونة وزينة أخرى احتفالًا بقرب حلول العيد.
مدفع الإفطار
ويعتبر “مدفع الإفطار” من أهم عادات الشهر المبارك في مختلف المدن الليبية، خاصة طرابلس، التي يصل فيها صوته إلى الضواحي، منطلقاً من فوق قلعة السرايا الحمراء وسط العاصمة.
ويتم ممارسة العديد من النشاطات الثقافية والترفيهية بعد صلاة التراويح، إذ تشهد المدن الكبرى مثل طرابلس وبنغازي ومصراتة ودرنة والبيضاء والزاوية وسبها اللقاءات الاجتماعية بين الأسر والسهرات.
والجدير بالذكر أن هناك بعض المدن يتم ممارسة بعض الأنشطة الفنية التراثية والدينية كحفلات المألوف والموشحات الأندلسية والإنشاد الصوفي، والتي يتم من خلالها إنعاش ذاكرة الأجيال، وربطها بجذورها العميقة الضاربة في التاريخ.