كيف تعلق أبو أيوب الأنصاري بالنبي محمد مقتفيًا لأثره؟
كيف تعلق أبو أيوب الأنصاري بالنبي محمد مقتفيًا لأثره؟
كان أبو أيوب الأنصاري متعلّقًا بالنبي محمد مقتفيًا لأثره، فقد رُوى عن أبي أيوب أنه أثناء إقامة النبي محمد في داره أنه كان هو وامرأته يلتمسون بركة النبي محمد فيأكلون من موضع يد النبي محمد ، حتى كانت ليلة بعثا فيها بعشاء كان فيه بصل أو ثوم، فردّه النبي محمد دون أن يأكل منه، فجائه أبو أيوب فزعًا، وقال: «يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، رددت عشاءك، ولم أر فيه موضع يدك، وكنت إذا رددته علينا، تيممت أنا وأم أيوب موضع يدك، نبتغي بذلك البركة»، فقال النبي محمد:
أبو أيوب الأنصاري
«إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أناجي، فأما أنتم فكلوه»، فأكلا منه، ولم يقدّما له طعامًا كهذا بعد. وروى سعيد بن المسيب أن أبا أيوب أخذ من لحية النبي محمد، فقال له النبي محمد: «لا يصيبك السوء يا أبا أيوب».
كذا، كان أبو أيوب شديدًا في إنفاذ ما أمر به النبي محمد، فقد استهزأ بعض المنافقين في المسجد بالمسلمين، فأمر بهم النبي محمد، فأُخرجوا من المسجد إخراجاً عنيفاً، فقام أبو أيوب الأنصاري إلى عمر بن قيس أحد بني غنم بن مالك بن النجار، وكان صاحب آلهتهم في الجاهلية، فأخذ برجله فسحبه، حتى أخرجه من المسجد، وهو يقول: «أتخرجني يا أبا أيوب من مربد بني ثعلبة»، ثم أقبل أبو أيوب أيضاً إلى رافع بن وديعة أحد بني النجار، فلببه بردائه ثم نتره نتراً شديداً، ولطم وجهه، ثم أخرجه من المسجد، وأبو أيوب يقول له: «أف لك منافقاً خبيثاً، أدراجك يا منافق من مسجد رسول الله ﷺ». كما رُوي أنه بعد فتح خيبر، أعرس النبي محمد بصفية بنت حيي بن أخطب، فبات أبو أيوب الأنصاري متوشحاً سيفه، يحرس النبي، ويطيف بقبته حتى أصبح النبي محمد، فلما رأى مكانه قال: «مالك يا أبا أيوب؟»، قال: «يا رسول الله، خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك»
، فدعا له فقال: «اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني».
وقد نزلت في أبي أيوب آية: ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ١٢﴾ [النور:12] في حادثة الإفك، حيث روى أفلح مولى أبي أيوب، أن أم أيوب قالت لأبي أيوب: «أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟»، قال: «بلى، وذلك الكذب، أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك؟»، قالت: «لا والله»، قال: «فعائشة والله خير منك»، فنزلت فيهما الآية.
منزلته عند الصحابة
حفظ الصحابة لأبي أيوب فضله، فقد روى حبيب بن أبي ثابت أن أبا أيوب قدم على عبد الله بن عباس البصرة، فأفرغ له بيته، وقال: «لأصنعن بك كما صنعت برسول الله »، ولما استخلف علي بن أبي طالب، سأله: «ما حاجتك؟»، قال: «حاجتي عطائي، وثمانية أعبد يعملون في أرضي»، وكان عطاء أبو أيوب أربعة آلاف، فضاعفها علي له خمس مرات، فأعطاه عشرين ألفًا، وأربعين عبدًا.