عادات و تقاليد

تقليد “ساتي” الهندوسي.. حكاية أغرب الطقوس الدينية المحرمة في العالم 

أميرة جادو 

يختلف كل شعب عن الآخر في عاداته وتقاليده، والتي قد تكون غريبة وغير مألوفة للبعض، ومن بين هذه التقاليد، تعتبر التقليد الهندوسي القديم المعروف بـ “ساتي” أحد أغرب طقوس الدفن في العالم. في هذا التقليد، كانت الأرملة تلقي بنفسها في النار وتحترق حتى الموت مع جثة زوجها.

في البداية، كانت هذه الممارسة تعتبر عملاً تطوعيًا يُحسب للشجاعة والبطولة، ولكن مع مرور الوقت، تحولت إلى ممارسة قسرية. على الرغم من حظر “ساتي” في جميع أنحاء الهند الآن، فإنها تحمل تاريخًا مظلمًا.

ما هو تقليد ساتي” وماذا يعني؟

يشير مصطلح “ساتي” إلى المرأة التي تقوم بحرق نفسها بعد وفاة زوجها. الكلمة مشتقة من الكلمة السنسكريتية “أستي” وتعني “نقية أو حقيقية”.

وفقًا للتقاليد الهندوسية القديمة، يرمز إلى “ساتي” كنهاية فترة الزواج. كان هذا التقليد في البداية يعتبر عملاً تطوعيًا يدل على طاعة الزوجة وتابعيتها لزوجها في الحياة الأخرى. ولذلك، كان ينظر إليها على أنها أعلى شكل من أشكال تكريس الزوجة لزوجها المتوفى. ومع مرور الوقت، تحولت هذه الممارسة إلى ممارسة قسرية.

وكانت جميع النساء مجبرات على القيام بهذا التقليد حتى لو لم يكن لديهن رغبة في الموت بهذه الطريقة. وكانت وضع الأرملة في الديانة الهندوسية يعتبر عبئًا على المجتمع.

أول ظهور لـ “ساتي” في التاريخ

ووفقًا للسجلات التاريخية، ظهر التقليد الهندوسي “ساتي” لأول مرة بين العامين 320 و550 ميلادية خلال حكم إمبراطورية جوبتا. وتم تسجيل أول حالة “ساتي” في نيبال عام 464 ميلادية، وبعدها في ولاية ماديا براديش عام 510 ميلادية.

وانتشر هذا التقليد فيما بعد إلى ولاية راجاستان، حيث حدثت معظم حالات “ساتي” على مر القرون.

وكانت فترة ازدهار “ساتي” بين القرنين الـ 15، والـ 18، وخلال هذه الفترة، كانت حالات “ساتي” تحدث بشكل متكرر في راجاستان.

تدخل الحكومة البريطانية وحظر “ساتي”

بدأت الحكومة البريطانية في الهند في تدخل لمنع ممارسة “ساتي” في القرن الـ19.

وفي عام 1829، أصدر الحاكم العام للهند، وليم بنتينك، قرارًا يحظر “ساتي” في جميع أنحاء الهند التي كانت تحت السيطرة البريطانية. كما تم تشريع قوانين إضافية لمنع هذا التقليد في وقت لاحق.

على الرغم من حظر “ساتي”، فإنها ممارسة ما زالت تحدث في بعض المجتمعات الهندوسية النائية. ويُعزى ذلك جزئيًا إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على هذه المناطق. ومع ذلك، يجب التأكيد على أنه من النادر حدوث حالات “ساتي” في العصر الحديث، وتعتبر ظاهرة استثنائية.

والجدير بالذكر أن العديد من الهنود والهنود الأمريكيين والهنود المقيمين في الخارج يدينون بشكل فردي بالديانة الهندوسية، ولكنهم لا يمارسون التقليد الهندوسي “ساتي” ويعيشون حياة عصرية تتوافق مع القيم والتطلعات المعاصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى