الجلجل.. من أداة إنذار إلى رمز موسيقي في التراث العربي

الجلجل ليس مجرد أداة تصدر صوتًا، بل يحمل في طياته تاريخًا عريقًا في الثقافة العربية. حيث كان يستخدم في مختلف المجالات، من تمييز الدواب في الجاهلية إلى دوره في الموسيقى. ويختلف شكله باختلاف استخداماته، فالناقوس ذو الشكل الكأسي أو القمعي يعرف بالجرس. بينما الجلجل يشير إلى الناقوس الدائري الصغير الذي يتميز بصوته الرنان.
تمييز بين الجرس والجلجل
يستخدم مصطلح الجرس للإشارة إلى الناقوس الكبير. بينما يطلق الجلجل على الناقوس الصغير، ويرجع ذلك إلى أن الأجراس الضخمة كانت تستخدم غالبًا في الآلات الكبيرة، بينما الجلاجل الصغيرة. كانت جزءًا من الأدوات الموسيقية أو تعلق في أعناق الدواب لتنبيه أصحابها إلى أماكنها.
الجلجلة في العادات العربية
منذ العصور الجاهلية، كان العرب يعلقون الأجراس في أعناق الإبل والخيول، فيما يُعرف بعملية الجلجلة، أي تحريك الجلجل لإصدار صوت مميز. وتعتبر الإبل المجلجلة، التي تعلق عليها الأجراس، جزءًا من تقاليد السفر في القوافل العربية، حيث كانت هذه الأجراس تساهم في إبقاء القوافل متماسكة أثناء المسير في الصحارى الممتدة.
الجلجل في الموسيقى العربية
لم يكن الجلجل مقتصرًا على الرحلات والأسفار، بل وجد العرب له استخدامات موسيقية متقدمة. تأثروا في ذلك بالحضارات الأخرى، مثل الإغريق، حيث ظهر نوع معقد من الجلاجل والصنوج استلهموه من اليونانيين. وتذكر إحدى الوثائق القديمة، التي كتبها الباحث مورسطس، أن هذا النوع من الجلاجل كان مستوحى من دراسات قدمها عالم مصري يدعى ساعاطس أو ساطس، والذي كانت كتاباته معروفة في العالم العربي منذ القرن العاشر الميلادي. أطلق العرب على هذه الآلة اسم الجلجل الصياح، لما تتميز به من صوت قوي ورنان.