المدرسة السينية للبنات.. أول نواة لتعليم الفتيات في عصر الخديوي إسماعيل
أسماء صبحي
في أوائل القرن التاسع عشر كان تعليم البنات لدي عامة المصريين من الأمور غير المرغوبة على الرغم من محاولات محمد علي باشا المتكررة لتعيلم الفتيات فى مدارس التمريض والولادة. وكذلك الدعوة التي نادى بها كل من رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك لتعليم المرأة، ومع أنها لم تلق إقبالاً في عهد عباس الأول وسعيد باشا فإنها أتت ثمارها في عصر الخديوي إسماعيل.
المدرسة السنية
أنشأت زوجة الخديوي الثالثة افت جشم هانم أفندي، أول مدرسة للبنات، فدفعت مبلغاً كبيراً من المال لشراء قصر قديم في منطقة السيوفي بالقاهرة ولهذا عرفت بالمدارس السيوفية. ثم تغير اسمها بعد ذلك إلى المدرسة السنية وتولى نظارتها حسن أفندي صالح ثم مدام روزه.
وفى يناير 1873 بدأت الدراسة بالمدرسة السيوفية وكانت داخلية مجانية وبقوام 15 معلمة منهن الناظرة واثنتان من الأجنبيات. كما بدأت بخمس تلميذات وكانت أعمار التلميذات تتراوح بين السابعة والخامسة عشرة. تزايدن بعد ذلك فوصلن لمائتي طالبة تهيأت لهن أسباب الراحة من مأكل ومشرب وملبس طوال السنة الدراسية حتى آخر السنة.
ونطرا لتشجيع الخديوي إسماعيل لفكرة تعليم البنات وتشجيع زوجته للأسر المصرية الراقية على إرسال بناتها إلى المدرسة التي أنشأتها. فقد أرسل بعض هذه الأسر بناتها للدراسة مما أدى إلى نجاح هذه المدرسة في تأدية رسالتها، وأدى إلي أن تخطو فكرة تعليم الفتاة خطوات لم يعد بعدها مجال للرجوع إلى الوراء.
ودرست الطالبات علوم القراءة العربية، الكتابة، الحساب، الرسم، الجغرافيا، الموسيقا أشغال الإبرة، الطبخ، الغسيل، التدبير المنزلي بالإضافة للغتين التركية والفرنسية والقرآن الكريم للمسلمات.
كيفية الامتحانات
كانت الامتحانات تعقد فى شعبان من كل عام وتقدر الدرجات من10 إلى 20 والنهاية الصغرى 4 درجات. وخاضت طالبات المدرسة أول امتحان لهن في مساء العاشر من سبتمبر1874، أما عن كيفية الامتحان، فقد خصص صالون المدرسة مكانا للامتحان. وقسم إلى قسمين كل منهما محجوب عن الآخر بستار، وقد خصص القسم المستور للسيدات لكي يسمعن الامتحان.
وكانت الطالبة تجلس أمام اللجنة وتجيب عن الأسئلة التي توجه إليها شفويا. أما في الامتحان التحريري فكانت الطالبة تقف أمام السبورة لتجيب عن الأسئلة التي توجه اليها كتابياً. وفى حالة نجاحها تعزف (فرقة) موسيقية أعدت خصيصاً لهذا الغرض الحانا لتهنئتها والترفيه عن النفوس.
حدثت نكسة للمدرسة في عام 1880 إثر خلع الانجليز للخديوي إسماعيل ورحيله مع زوجاته. فحرمت المدرسة من مؤسستها وتأثرت بما حدث من اضطراب فى البلاد فتحولت الى ملجأ لليتيمات وبنات الطبقات الفقيرة. وهبط عدد تلميذاتها إلى مائة تلميذة و6 معلمين ومعلمات.
وفى سنة 1889، تسلمتها نظارة المعارف من الأوقاف، وأطلقت عليها اسم المدرسة السنية. وجعلتها نواة أولى لنظام عام لتعليم الفتيات في مصر يضم التعليم الابتدائي وقسم المعلمات. وكانت تصرف لهن مكافأة مالية قدرها جنيهان شهريًا ومثلهما من المعارف، وكانت الفرقة من فصل واحد لا يضم أكثر من 15 طالبة. وهيئة التدريس كلهن انجليزيات عدا اللغة العربية.