عادات و تقاليد

السير لنصف يوم.. أشهر عادات الزواج عند القبائل الجزائرية

أسماء صبحي 

يعرف سكان القبائل الجزائرية بتفردهم بلغتهم الأمازيغية، إلا أن هذا ليس الأمر الوحيد الذي يميزهم عن غيرهم. فهم لديهم طقوس وعادات خاصة يمارسونها في المناسبات والنوازل، مثل المآتم والأفراح وحتى الطلاق.

ومن بين هذه الطقوس الشائعة العادات الخاصة بالزواج التي تميز قبائل الجزائر من بومرداس إلى تيزي وزو، شرق العاصمة. وعبر البويرة وبجاية إلى حدود برج بوعريريج، المتاخمة لعاصمة الشرق، قسنطينة. وهو ما نستعرضه بالتفصيل في السطور التالية.

“أكرزي” أشهر عادات الزواج

بالرغم من أن معظم سكان منطقة القبائل في الجزائر يعتنقون الإسلام. إلا أنهم يحافظون على التقاليد الخاصة بأعراسهم، وخاصة الدف الذي يضبط إيقاع أهازيج مرافقة لموكب العروس.

ويبدأ العرس عند القبائل الجزائرية بارتداء العروس “أكرزي”. وهو فستان أمازيغي مزركش يشير إلى عراقة اللباس القبائلي، ولا تزال النساء يصنعنه محلّيا، بخياطته باليد.

ويختلف فستان “أكرزي” من منطقة إلى أخرى، إلا أن جميعها تجتمع على اعتباره لباس العروس الأساسي. والذي يقابله في الثقافة الغربية “الفستان الأبيض”.

السير حتى منزل العروس

ومن أشهر عادات الزواج القبلي، مرافقة العروس حتى بيت الزوجية سيراً على الأقدام. وفي مقدمة الموكب حصان تمتطيه العروس وهي مطأطأة الرأس، ملتحفة قماشا أحمر مزركشا، يشير إلى أنها العروس.

وأثناء رحلة السير، التي قد تدوم نصف يوم كامل أو أكثر. تتغنى السيدات المرافقات للموكب باليوم السعيد الذي هو بصدد البداية. وينطلق العرس الأمازيغي فعليا بداية من العصر.

“ثقفّافِينْ” من عادات الزواج 

توجد عربة خلف الحصان الذي تمتطيه العروس، تركبها السيدات المقربات من العروس. وعدد من البنات الصغيرات اللاتي يتدربن على اتباع العادات حتى يقومن بتلقينها للأجيال القادمة.

وطوال مدة سير الموكب، تتغنى النسوة بأغان خاصة بالأفراح منقولة عبر الأجيال، وتطلق زغاريد من حين لآخر. ولما اقترب الموكب من تجمع سكاني، تقتضي العادة إشهار القران للجميع.

“إظبّالن” من عادات الزواج

عندما يصل الموكب إلى بيت الزوجية، يستقبله رجال يلبسون البرنوس القبائلي ناصع البياض. ويقرعون طبولا ويرددون أغان تغنى بها مطربون قبائليون قدامى وجددٌ. ثم يتم تخضيب أيادي العريس والعروس معا بالحناء، في مكان ووقت واحدين.

“أسفرو نتسليث”

وأثناء تخضيب أيادي العروسين بالحناء، يتم الاستماع إلى “أسفرو نتسليث”، أو “أشويق نتسليث” في بعض المناطق. وهو طقس تقوم خلاله نسوة متقدمات في السن بإلقاء الشعر تقليديا. حيث يشدن خلاله بخصال الزوجة، ويعددن كل الصفات المنبوذة اجتماعيًا، والتي لا يجب أن تكون في العروس الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى