تراث البادية.. أصول وموروثات الضيافة عند القبائل البدوية
أميرة جادو
يتمسك البدو بالعديد من عادات وتقاليد المتوارثة في الحياة اليومية، خاصة عند استقبال الضيوف، حيث يعتبر كرم من أهم سمات البادية، خاصةً إكرام الضيف فهو من العادات والتقاليد المتوارثة عند القبائل البدوية حتى يومنا هذا، فالضيف له أهمية كبيرة بالنسبة لهم، فهم لن يترددوا في تقديم الضيافة حتى لو كان ذلك الضيف من الخصوم أو الأعداء، ما دام دخل البيت البدوي له كرم الضيافة.
إليكم أشهر العادات والتقاليد المتوارثة التي يمارسها أهالي القبائل البدوية مع ضيف منذ لحظة وصوله إلى منزل حتى مغادرته.
أحترام الضيف
ووفقًا لما ذكره محمد فتيح، من قبيلة الجبالية بسانت كاترين، فإن الكرم ليس من سمات بدو سيناء. ولكنه من أهم الموروثات والعادات لدى القبائل البدوية، وتسعى كل قبيلة جاهدة لغرس هذه الصفة في شبابها من خلال مرافقتهم في مجلس الضيوف والمشاركة في ضيافتهم.
وأكد “فتيح”، أن الجميع يلتزم بواجب احترام الضيف منذ لحظة وصوله، موضحًا، إن أول ما يقدم له هو فنجان قهوة، ثم يقدم صاحب المنزل لضيفه عشاء من الطعام الموجود في المنزل، عندما يأتي الضيف حتى لو كان الوقت متأخرًا بالفعل، ثم يتم إعداد الأطباق من أفضل أنواع الطعام الموجودة في المنزل.
الاعتذار عن التقصير
وأضاف أن البدوي مهما كان مبالغا فيه في تقديم أفضل ما لديه من طعام. يسعى لإيجاد عذر والاعتذار عن التقصير حتى لو لم يكن هناك تقصير.
ولفت “فتيح” إلى أنه من الآداب التي يجب مراعاتها عند دخول الضيف إلى المنزل. أن يخبر صاحب المنزل ضيوفه بما تميل أرواحهم إلى القيام به. ومن المعيب أن يشكو صاحب المنزل لضيوفه عن سوء حالته الاقتصادية، وأن يبقى صاحب المنزل على مائدة العشاء حتى يقوم الضيف بعد الأكل. ولا يرفع صوته في المنزل أثناء وجود الضيف.
أما فيما يخص العادات والأعراف البدوية.. أوضح فتيح، إن الضيف لا يسمح له بتناول وجبتين خلال فترة الأكل المعروفة. فمثلاً لو تناول الضيف وجبة غداء عند مضيفه عليه ألا يتناول غيرها عند مضيف آخر قبل غروب الشمس. لأن في ذلك إساءة للمضيف الأول حيث يتهم بأنه لم يشبع ضيفه أو أنه لم يقدم له شيئا من الطعام. فإذا علم المضيف الأول بمخالفة ضيفه، لهذا العرف يغضب كثيرًا ويصبح صاحب حق عن الضيف.
