شرب عقد الزواج.. أغرب طقوس كتابة العقود عند القبائل المغربية

أسماء صبحي
سرت عادة تقليدية فريدة من نوعها عند كتابة عقود الزواج لدى بعض قبائل المغرب. وهي أن يقوم فقيه بالمسجد بتدوين هذا الارتباط المقدس باستخدام نوع خاص من الحبر يسمى “السمغ” على آنية من طين. ثم يتم وضع الماء لمحو الكتابة ويقوم العروسان بخلطه ورشفه مباشرة، وبالتساوي.
وقال عدد من الشيوخ والكهول المنتمين لمناطق ابزو ودمنات، وهي مراكز حضرية تابعة لمحافظة أزيلال شرق مراكش. أن هذا التقليد ظل ساريًا عند القبائل العربية والأمازيغية بسهل أنتيفة وقرى جبال الأطلس المتوسط القريبة من الموقع السياحي لشلالات أوزواد حتى نهاية الخمسينيات من القرن الماضي.
كتابة العقود
وكان الفقهاء يقومون قديما بكتابة العقود في آنية من طين رقيق، تسمى “المطلية”. ويتم استخدامها للشربة وما شابه، كطريقة لإعلان الزواج.
وفي ظل غياب العدول، فقد كان الفقهاء من حفظة القرآن، الذين يلقبون بالطلبة من يشهدون على الزواج. ولا تزال بعض الأغاني الشعبية تحيل هذا الدور. كما هو حال أغنية ترفع من خلالها سيدة شكواها إلى الطالب من كون والدها زوجها من رجل عجوز اكتست لحيته بالشيب.
ولم يعد طقس محو الكتابة وشربها من قبل العروسان معمولا به في الوقت الحالي. وتتمثل الطقوس السائدة لديهم في حفل الحناء البسيط مع ترديد بعض المواويل الحزينة. والتي تعبر عن فراق الأم لبنتها، خاصة أن إحياء صلة الرحم بينهما كانت لا تتم إلا بعد سنة من مرحلة الزواج.
طقوس كتابة العقود
وكانت كتابة العقود في آنية الطين تتم بعد قراءة أهل العريس والعروس سورة الفاتحة بالمسجد. ثم يقوم الفقيه بالكتابة في داخل الإناء أنه “يشهد أن فلانة بنت فلان تزوجت فلانا ابن فلان على سنة الله ورسوله”.
وكان والد العروس هو من يحتفظ بهذه الآنية التي تتضمن عقد القران. ويعود سبب اللجوء إلى الكتابة على الطين إلى غياب استخدام الورق في المنطقة، بالإضافة إلى غلاء أسعاره.
وتؤكد كتابة عقد الزواج وشربه بعد تذويبه، على سعي الزوجين حفظه بشكل نهائي في الأجسام والصدور. للحفاظ على هذه الرابطة الروحية لتظل أبدية.
أما من يقرر الاحتفاظ بالآنية، فهي تمثل له دليل مادي على شهادة عقد هذا الزواج. وعن سبب اختيار للطين بدل اللوح، فقد يعود إلى قدسية هذا الأخير بالنسبة إليهم، لأنه كان مخصصاً فقط لكتابة آيات القرآن.