قبائل و عائلات

كيف حافظت قبائل زعير على هويتها الأمازيغية في وجه الغزاة؟

قبائل زعير هي مجموعة من القبائل الأمازيغية التي تنتمي إلى مجموعة سنهاجة وتسكن في جبال الأطلس المتوسط والشرقي بالمغرب. يعود أصل اسمهم إلى الكلمة الأمازيغية “زعير” أو “زعر” التي تعني “الأسد” أو “الشجاع”. تعتبر قبائل زعير من أقدم القبائل الأمازيغية في المغرب ولها تاريخ طويل ومجيد في المقاومة ضد الغزاة الأجانب. والحفاظ على هويتها الثقافية واللغوية. في هذا المقال. سأتناول بالتفصيل تاريخ قبائل زعير وتوزيعها الجغرافي ومظاهر ثقافتها وتقاليدها. وأهم شخصياتها ودورها في الحياة السياسية والاجتماعية بالمغرب.

 تاريخ قبائل زعير

يعتقد الباحثون أن قبائل زعير نشأت من اندماج بين قبائل سنهاجة الأصلية وقبائل بربرية أخرى. قدمت من الصحراء الكبرى والسودان في القرون الوسطى. كانت تعيش في حالة استقلال وحرية تحت حكم شيوخها ومجالسها العشائرية. ولم تخضع لسلطة الدول الإسلامية التي حكمت المغرب في مختلف العصور. ومع ذلك، شاركت في العديد من الحروب والثورات التي شهدتها المنطقة. سواء كانت ضد الفاتحين العرب أو الأندلسيين أو البرتغاليين أو الفرنسيين.

 أبرز المحطات التاريخية

– مشاركتها في حركة الموحدين التي قامت في القرن الثاني عشر الميلادي. وأسست دولة إسلامية قوية شملت المغرب والأندلس وجزءا من أفريقيا الشمالية. كانت من أوائل القبائل التي انضمت إلى الموحدين ودعمتهم بالمال والجند والمشورة. كما أن بعض شيوخها تولوا مناصب هامة في الدولة الموحدية. مثل أبو يعقوب يوسف بن عبد الله الزعيري الذي كان وزيرا وقاضيا وفقيها ومؤرخا.
– مقاومتها للحملة البرتغالية التي حاولت احتلال المغرب في القرن الخامس عشر الميلادي والقرن السادس عشر الميلادي. كانت قبائل زعير من أشرس المقاومين للبرتغاليين وشنت عليهم هجمات متكررة ونصبت لهم كمائن وأسرت بعض قادتهم وجنودهم. كما أنها ساهمت في تحرير بعض المدن والموانئ التي احتلها البرتغاليون، مثل أصيلة والقصر الكبير والجديدة والصويرة.
– دعمها للسلطان المولى إسماعيل الذي حكم المغرب في القرن السابع عشر الميلادي والقرن الثامن عشر الميلادي وأسس دولة العلويين. كانت من أوفى الحلفاء للسلطان المولى إسماعيل وأعطته بيعة الولاء والطاعة وساندته في حروبه ضد الأتراك والإسبان والجزائريين والمرابطين. كما أنها استفادت من حماية السلطان المولى إسماعيل وحصلت على امتيازات وحقوق ومناصب في الدولة العلوية.
– مقاومتها للاحتلال الفرنسي الذي بدأ في القرن التاسع عشر الميلادي واستمر حتى منتصف القرن العشرين الميلادي. كانت من أول القبائل التي رفضت الاستسلام للفرنسيين ونظمت حملات عسكرية وسلمية ضدهم. كما أن شاركت في الحركة الوطنية المغربية التي طالبت بالاستقلال والديمقراطية والتقدم. ومن أبرز شخصياتها في هذه الفترة هو الزعيم الوطني محمد الزعيري الذي كان عضوا في حزب الاستقلال والمجلس الوطني للمقاومة والجيش التحريري والمجلس الاستشاري للملك محمد الخامس.

 توزيعها الجغرافي

تنتشر قبائل زعير في مختلف مناطق المغرب، لكن تركزها الأساسي هو في جبال الأطلس المتوسط والشرقي. تضم  حوالي 300 قبيلة ونحو مليون ونصف المليون نسمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى