تعرف على أول قبيله يهودية نقضت عهدها مع رسول الله

أميرة جادو
عقد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم معاهدات مع المشركين والقبائل غير الإسلامية، وذلك للتفرغ إلى تعليم الأمة الإسلامية كيفية التصرف والمضي من بعده، حتى لا يضلوا ويضيع طريقهم، وذلك لإقامة الدولة الإسلامية بشكل سليم بعيدًا عن الحروب وغدر الأعداء، وتعتبر قبيلة بني قينقاع هي أول قبيلة يهودية انقدت عهدها مع النبي الكريم، وذلك بسبب حقدهم و كراهيتهم المسلمين بعدما شاهدوا انتصار المسلمين في غزوة بدر على المشركين وأصبح لهم الهيبة والعزة في المدينة والقبيلة العربية.
ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل اعترفوا بالظلم والأذى والبغضاء، وكانوا يعيشون في حي بين قينقاع داخل المدينة المنورة، وكانوا حدادين محترفين، مما جعلهم بارعين في صناعة المعدات والآلات الحربية وكان عددهم 700 مقاتل من أشجع الناس، وهؤلاء اليهود هم أول من نقض العهد والميثاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نصحهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الدخول في الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له، وحذرهم من أن ما حدث للمشركين في غزوة بدر سيحدث لهم، وعلى الرغم من ذلك قابلوا حديث رسول الله بعدم مبالاة، ليس هذا فقط بل عقدوا العزم على إيذاء المسلمين، فما كان منهم إلا أن تعرّضوا للمرأة المسلمة في الحادثة المشهورة، والتي قتلوا على إثرها رجًا مسلم، فاتضحت خيانتهم للعهد، فنبذ إليهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عهدهم، كما أمره الله تعالى تبارك وتعالى بقوله: “وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ”.
وحاصرهم الرسول الكريم، بجيش المهاجرين والأنصار، لمدة 15 ليلة، مما أوقع يهود بني قينقاع في حيرة من أمرهم، بسبب قطع الرسول عنهم المدد، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم الرسول الكريم في أنفسهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم.
عهد الرسول مع اليهود
بعد هجرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من مكة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، عقد مجموعة من العهود مع اليهود، وذلك في أيامه الأولى في المدينة، وإن دلّ ذلك على شيء فيدل على ترسيخ فكرة التعايش والمسالمة مع غير المسلمين من اليهود وغيرهم، ومما جاء في نصوص الوثيقة ما يلي:
- اليهود أمّة مع المسلمين، فللمسلمين دينهم ولليهود دينهم ومواليهم وأنفسهم.
- أن يكون بين المسلمين واليهود النصح والنصيحة والبرّ دون الإثم.
- المسلمين عليهم نفقتهم واليهود عليهم نفقتهم.
- لا يأثم شخص بحليفه ويجب أن ينصر المظلوم.
- إنفاق اليهود مع المسلمين ماداموا يحاربون معهم.
- اليهود والمسلمين بينهم النصر على من حارب بنود هذه الصحيفة.
ما هي وثيقة المدينة أو معاهدة المدينة
تعد المعاهدات التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم من أهم المعاهدات النبوية الموقّعة، سواء كانت المعاهدات في المدينة المنورة أو خارجها، وذلك لأنها السبب الرئيسي في انتشار الدولة الإسلامية وكثرة الاختلاط مع اليهود، فبعد إتمام بيعة العقبة الثانية وهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كانت القوة والحصانة لليهود، بدورهما الأوس والخزرج كانا على علم بقوة وحصانة اليهود بجانب سيطرتهم على الوضع الاقتصادي والديني، مما دفع النبي الكريم إلى إبرام معاهدات مع اليهود، وكان الأطراف جميعهم من بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة، لذلك فإن العقد الذي عقده الرسول معهم كفل لهم حقوقهم وأوضح لهم واجباتهم.