سمير عبيد يكتب:كيف أنَّ الحرب “بغزّة” ولدت من رحم الحرب “بأوكرانيا” ؟
أولا :أود أن أُؤكد ثانيةً وثالثة ورابعة ان الحرب الاوكرانية هي حرب دينية مقدسة بواجهة حرب سياسية وثأرية وتاريخية.فهكذا ارادتها الولايات المتحدة والغرب وحلف الناتو ضد روسيا. والمخطط الاميركي والغربي المدعوم من الحركة الصهيونية العالمية هو ايجاد دولة بديلة وجديدة للصهاينة اليهود الذين سوف ينتهي العمر الافتراضي لدولتهم في اسرائيل حسب النبوءات التلمودية والتوراتية ،وكذلك حسب نبوءات اسلامية وقرآنية وتحدث بذلك بعض قادة إسرائيل انفسهم فلا توجد دولة يهودية في التاريخ اليهودية تعمر 80 عاما ويبدو هي لعنة تاريخية .ومن هنا فكرت الحركة الصهيونية العالمية التي لها تأثير كبير جدا على القرارات الاميركية ان تكون الدولة البديلة للصهاينة اليهود ذات قاعدة تاريخية لليهود، وتكون متحكمة بالعالم .وبالفعل ان اوكرانيا ذات قاعدة يهودية تاريخية، وتتحكم بقوت العالم ” الغذاء” وبشبكة المواصلات البحرية وغيرها من المزايا ناهيك انها ماخور وقاعدة لتصدير الدعارة وقاعدة لجميع انواع الشذوذ الجنسي وغير الجنسي. والاهم لديها عدو وهو روسيا مستقبلا لتكون دولة صهيونية بديلة عن إسرائيل وتكون رأس حربة لامريكا والغرب والناتو ضد روسيا كدولة وكديانة ارثوذوكسية وكجغرافية روسية يراد تقسيمها والهيمنة على ثرواتها .ومثلما كانت اسرائيل كذلك ضد العرب والمسلمين وضد الاسلام وضد الوطن العربي منذ 75 سنة . وهذا كله كشفته الاستخبارات الروسية.ومن هذا المنطلق وان صح التعبير قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الروسية الشروع بوليمة الغداء يأمريكا والناتو قبل ان تتعشى امريكا والناتو بروسيا.فقررت روسيا الحرب الاستباقية ” الوقائية ” والهدف تقسيم اوكرانيا على طريقة تقسيم المانيا ابان الحرب الباردة التي كانت قائمة بين الاتحاد السوفيتي من جهة والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة من جهةٍ اخرى . #نقطة نظام :-
فروسيا كانت قادرة على احتلال اوكرانيا وقتل او اسر الرئيس زلينسكي والقيادة الاوكرانية في الايام الاولى من الحرب .ولكنها لم تفعل لانها لا تريد ذلك.. بل تريد تحقيق مساحة جغرافية ناطقة بالروسية تكون مصد جغرافي عن روسيا. ونجح بوتين بذلك الى حد كبير ونجح بتحييد اوكرانيا عن الممرات البحرية الاستراتيجية وعن قوة التأثير في الاقتصاد العالمي .
ثانيا:وبعد فشل خطة الهجوم الاوكراني المقابل والتي كانت تراهن عليه واشنطن وحلف الناتو وبريطانيا والغرب والحركة الصهيونيةوالذي جيشت له واشنطن واوربا والناتو السلاح والصواريخ والدبابات والتكنلوجيا والتدريب وعشرات المليارات من الدولارات وجيشت له اعلام العالم كله لكنه فشل فشل ذريعا. وقبل حدوث الفضيحة الكبرى التي سوف تأتي بعد فضيحة الهروب من افغانستان. فكرت الولايات المتحدة بتعويم الحرب الاوكرانية وسحب الاهتمام العالمي بها وجعلها عنوان ثانوي من خلال استحداث ازمة خطيرة وصادمة و تهز العالم وتنسي الفشل في اوكرانيا . وكانت هي ( مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة نحو سيناء في مصر ومن الضفة الغربية نحو الاردن والعراق والامارات والسعودية وقطر بتمويل خليجي وغربي وكانت امريكا والدول الخليجية تمارس الضغوط والاغراءات على القاهرة بقبول الصفقة) . وللتوضيح ” قررت امريكا نقل التحالف الدولي والعربي في اوكرانيا ضد روسيا نفسه ليكون وراء الولايات المتحدة في مخططها الجديد) .
نقطة نظام
هذا كله سربتهُ روسيا الى القيادة المصرية بوقت مبكر مما جعل القيادة المصرية تتقارب مع موسكو بشكل مضطرد في النواحي النووية والعسكرية والاقتصادية والاستخبارية وتبادل الخبرات في جميع المجالات ( وهذا ازعج واشنطن كثيرا فهددت بقطع المساعدات الاميركية عن مصر وفتح ملف حقوق الانسان بمصر .. الخ ). بدورها وعلى مايبدو (همست المخابرات المصرية الى حماس بهذا المخطط لتكون مستعدة) بدليل ولكي تخلي مسؤوليتها اي القيادة المصرية عند حدوث هجوم حماس في 7 أكتوبر ٢٠٢٣ ( والذي هو قرار فلسطيني منفرد باغت ايران وحزب الله حتى ) فقالت القيادة المصرية أننا نبهنا اسرائيل قبل ثلاثة ايام من هجوم حرمة حماس / القسام ضد اسرائيل ولكن القيادة الاسرائيلية اهملت التنبيه . لتخلي مصر مسؤوليتها وتبعد الشكوك عنها . فيبدو ان القيادة الاسرائيلية والاميركية اعتبرت البلاغ المصري كاذب والغاية منه لكي تتورط إسرائيل بحرب ضد حماس لكي يتميع مخطط تهجير الفلسطينيين الى سيناء فتنجح القاهرة بخطتها !
ثالثا:فبات واضحاً ان الاستخبارات الروسية كانت تتابع مخطط امريكا والغرب في منطقة الشرق الاوسط وهو ( الشروع في تدشين صفقة القرن متلازمة مع مشروع الشرق الاوسط الجديدة والمقصود منه ” اسرائيل الكبرى ” والذي يراد تدشينه بتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة ومثلما وضحنا تفاصيله اعلاه ) .وابلغت ايران وحزب الله واليمنيين بذلك اي موسكو . خصوصا عندما قررت الولايات المتحدة الاشتراك بثقلها العسكري والاستخباري والمالي والاعلامي في هذه المعركة فملأت منطقة الشرق الاوسط وبجوار فلسطين ولبنان والخليج بحاملات الصواريخ والطائرات والجند وبالسفن الحربية المساندة وبانتشار الطائرات والجيوش ووراءها الاوربيين والبريطانيين والكنديين والاستراليين وحتى الدول العربية والخليجية المطبعة اصطفت عسكريا واعلاميا وماليا وراء امريكا واسرائيل( فجاء القرار وعلى مايبدو بين الروس وايران وحزب الله واليمنيين ومحور المقاومة وسوريا بعدم التصعيد والتحدي والجنوح نحو الامتصاص من جهة ،وفتح حرب استنزاف غير معلنة ضد اسرائيل وهذا ماحصل بالضبط وجسّدهُ خطاب السيد نصر الله ) .وبات الاهتمام بكيفية توريط اميركا اكثر واكثر في معركة غزة ليتحول الصراع وعلى الاقل سياسيا وعملياتياً بين الولايات المتحدة وإسرائيل وهذا ما بدأ يظهر للعلن . وذلك لتحقيق مايلي :
١- فضح سياسات الولايات المتحدة عالميا.خسارة الرئيس بايدن للانتخابات الاميركية بوقت مبكر .وبالفعل بدأت الجمهور الاميركي وخصوصا الشباب بالناي عنه وعن الحزب الديموقراطي بل خاطبه الشباب وجه لوجه بكلمات نابية فترة منصة الحديث وغادر !
٢-اشغال وابعاد الولايات المتحدة والغرب وحلف الناتو عن اوكرانيا وهذا ما بدأ يظهر بالفعل وحققت روسيا بعض التقدم في جبهات المعركة . لا بل بدأ بعض الاوربيين الاحدث مع الرئيس الاوكراني على تقديم التنازلات لروسيا من اجل ايقاف الحرب !
٣-اغراق اسرائيل بالخسائر العسكرية والاقتصادية والنفسية وصولا الى الانهيار السياسي وتقسيم المجتمع اليهودي وهذا ما بدأ تظهر معالمه رويدا رويدا في المجتمع الاسرائيلي . وتحقيق فقدان الثقة من قبل الشعب الاسرائيلي بالجيش وبالقيادة السياسية وهذا مابدأ يتحقق بالفعل ولأول مرة بتاريخ اسرائيل