حوارات و تقارير

القدس.. ملتقى الأديان وأقدم مدن العالم

أسماء صبحي

تحتل القدس مكانة مرموقة عند كل أصحاب الديانات، فهي عند المسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي عليه الصلاة والسلام. وهي عند الأخوة المسيحيين مهد المسيح ومكان مولده، وهي عند اليهود المكان الذي عاش فيه ملكهم وبني فيه هيكلهم.

مسميات القدس

تعد القدس من أقدم مدن العالم، حيث يرجع تاريخها إلى أكثر من 5000 سنة، وتعددت مسمياتها حسب الشعوب التى سكنتها، على النحو التالي:

  • أطلق عليها الكنعانيون الذين هاجروا إليها في الألف الثالثة قبل الميلاد “أورشاليم” أي مدينة السلام نسبة إلى الإله “شالم” اله السلام لديهم.
  • كما أطلق عليها اليبوسيين، وهم سكان القدس الأصليون الذين نزحوا من جزيرة العرب مع من نزح من القبائل الكنعانية حوالي سنة 2500 ق.م مسمى يبوس وبنوا فيها حصن يبوس الذي يعد أقدم بناء في مدينة القدس للدفاع عنها وحمايتها من غارات العبرانيين والمصريين.
  • ف العصر الفرعوني، ورد في أقدم وثيقة محفوظة والمعروفة بنصوص اللعنة التي يرجع تاريخها إلى القرنين التاسع عشر والثامن قبل الميلاد اسم “القدس” (أورسالم – أورشاليم). حيث ذكرت أن سنوسرت كان يعتبر ملوك روشاليم من كنعانيين وعموريين أعداءًا له .
  • العصر اليهودي ذكرت القدس في التوارة 680 مرة. وقد تعددت مسمياتها ومنها : “شاليم” و”مدينة الله” و”مدينة القدس” و”مدينة العدل” و”مدينة السلام”، وتذكرها أحياناً باسم “بيوس” أو “مدينة اليبوسيين. وحكم اليهود مدينة القدس لمدة ثلاث وسبعين سنة من أصل عمرها الذي يفوق الخمسة آلاف عام. أربعين منها تحت حكم نبى الله داوود الذي شيّد فيها العديد من القصور والحصون، وثلاثة وثلاثين عاماً تحت حكم نبى الله سليمان بن داوود ابنه.
  • العصر البابلي: احتل الملك البابلي نبوخذ نصّر مدينة وقد قام بنقل الأسرى اليهود فيها إلى مدينة بابل للعمل كخدم وعبيد في الأراضي الزراعية .
  • في العصر اليوناني: استولى الإسكندر الأكبر على فلسطين بما فيها مدينة القدس. وبعد وفاته استمرّ خلفاؤه في حكم هذه المدينة إلى أن استولى عليها الملك بطليموس وضمها إلى مملكته مصر.
  • أما في العصر الروماني: استولى القائد الروماني بومبيجي على مدينة القدس وضمها إلى الإمبراطورية الرومانيّة. وخلال هذه الفترة تعددت ثورات اليهود والتى انتهت بإحراق المدينه بأكملها في عهد كل من الملك الروماني طيطس والحاكم الروماني ادريان وأسروا عددا كبير من اليهود.
  • في العصر الإسلامي: بعد انتصار الجيش الاسلامى بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح ذهب عمر إلى بيت المقدس سنة 15هـ/636م و قام البطريرك صفرونيوس بتسليم مفاتيح المدينة إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب الذي أعطى الأمان لأهلها وتعهد لهم بأن تصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم. مقابل دفع الجزية، ورفض أن يصلي في كنيسة القيامة لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي بعده.
  • في العصر الأموي: بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة المشرفة سنة 72هـ/691م وأمر ببناء المسجد الأقصى الذي أكمله الوليد بن عبد الملك بعد ذلك بسنوات قلائل (حوالي سنة 86هـ – 705م).
  • في عهد العباسيين، واصل الخلفاء العباسيون الاهتمام بالقدس فزارها منهم المنصور والمهدي (المأمون عند عودته من زيارة مصر. وقد جرت في عهد الخلفاء الثلاثة تعميرات وتجديدات في المسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد الخراب الذي نتج عن الزلازل المتكررة.
  • الطولونيون والأخشيدون: دخلت القدس وفلسطين في حوزة الطولونيين (سنة 265 – 292 هـ/878 – 905م) ، وتلاهم في حكمها الاخشيديون الذي أولوا القدس اهتماهم بدليل أن ملوكهم دفنوا فيها بناء على وصاياهم.
  • القدس في العصر الفاطمي: عندما دب الضعف في أوصال تلك الدولة وقعت القدس تحت قبضة الصليبيين بعد خمسة قرون من حكم المسلمين لها. وقد قتل الصليبيون ما يقارب السبعين ألف مسلم من سكان هذه المدينة، كما قاموا بانتهاك العديد من الأماكن المقدسة الإسلاميّة. الى ان استعادها القائد صلاح الدين الأيوبي بعد هزيمتة للصليبيين في معركة حطين.
  • في العصرالمملوكي: تعرّضت مدينة القدس لغزو المغول، لكن استطاع المماليك هزيمتهم بقيادة القائد المسلم سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام ألفٍ ومئتين وتسعةٍ وخمسين.
  • القدس فى العصر العثماني: انتشرت زمن العثمانيين في القدس التكايا والزوايا ومؤسسات الصوفية المتعددة. حيث اهتم السلطان سليمان القانوني بها اهتماماً خاصاً وأقام فيها منشآت كثيرة منها سور القدس الذي دامت عمارته خمسة أعوام، وتكية خاصكي سلطان، كما أعاد تعمير قبة الصخرة.

القدس تحت الحكم المصري

في الفترة من 1831 – 1840م كانت القدس تحت حكم ابراهيم بن محمد علي باشا والي مصر. والتي شهدت فترة حكمه شيئاً من تحديث الإدارة وفرض التجنيد الإجباري والضرائب الكثيرة وجمع السلاح من الأهالي وإزالة نفوذ المشايخ والعائلات الإقطاعية. مما أدى إلى الثورة ضد هذا الحكم دعمتها الدولة العثمانية واستطاع المصريون إخمادها بصعوبة. ولكن إبراهيم باشا اضطر إلى ترك البلاد سنة 1840م تحت ضغط الدول العظمى.

واحتل الحلفاء مدينة القدس في 9 من ديسمبر 1917، وأنشأت بريطانيا حكومة عسكرية في فلسطين. قبل أن تكمل احتلالها لشمال فلسطين والذي تم في سبتمبر 1918 وعينت الحكومة الإنجليزية الجنرال “كلا يتون ” على رأس الإدارة العسكرية في فلسطين

تحت الاحتلال الإسرائيلي

وبداية من وعد بلفور، مروراً باعلان قيام دولة “إسرائيل” في 15 من مايو 1948، وانتهاءاً باعلان الرئيس الأمريكى السابق ترامب القدس عاصمه لإسرائيل دارت معارك عديدة بين الجيوش العربية والقوات اليهودية في نواح متعددة من فلسطين. وانتهى الأمر بسيطرة اليهود وإحكام سيطرتهم على تلك المدينه العريقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى