المزيد

أولاد نايل: عرش الأشراف وملامح التراث الجزائري الأصيل

يمتد عرش أولاد نايل من حدود تونس شرقاً إلى وهران غرباً، ومن جبال الحضنة شمالاً إلى بوابة الصحراء الجزائرية جنوباً، حيث يعد من أكبر القبائل في أفريقيا وشمالها. يتمركز أبناء هذا العرش في ولايات المسيلة، الجلفة، مسعد، وبوسعادة، ويبلغ تعدادهم أكثر من 15 مليون نسمة.

أصول عريقة من المدينة المنورة

كما ينتمي أولاد نايل إلى نسب شريف يمتد إلى الإمام الحسن بن علي، سبط النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يعود أصلهم إلى محمد بن عبد الله الخرشفي الذي ولد في المشرق العربي قبل أن يهاجر إلى المغرب الكبير في زمن الخلافة العباسية. بعد تلقيه تعليماً دينياً وفقهياً، استقر في الجزائر وتحديداً في عين الحجل بالمسيلة، حيث يوجد ضريحه اليوم، ليؤسس أكبر عرش في المنطقة المغاربية.

الخيمة النايلية

وفي هذا الصدد قالت الباحثة في التاريخ أمينة عبروش، أن الخيمة النايلية، المعروفة بـ”البيت الحمرا”، ليست مجرد مأوى بل رمز للهوية والتقاليد، حيث أن هذه الخيمة العريقة مظاهر الحياة التقليدية، من الرجال المسلحين بلباسهم العربي، إلى النساء اللاتي يغزلن الصوف وينسجن البرنوس، والأطفال الذين يقرؤون القرآن على الألواح. ورغم التمدن، لا تزال هذه الخيمة تستخدم في المناسبات كالأعراس وشهر رمضان.

فن صناعة الخيمة

كما تمر صناعة الخيمة النايلية بمراحل دقيقة، تبدأ بتنظيف الصوف وشعر الماعز، وتجفيفهما ودباغتهما طبيعياً. يتم بعدها دمج المواد وغزلها يدويًا لتصنيع قطع “الفليج”، التي تخاط لتشكيل نسيج الخيمة الكامل. تنصب الخيمة على ركائز، وتقسم إلى غرف باستخدام نسيج “الحيال”، مع إضافة “العشة” للضيوف والرواق للطهي.

تعتبر الخيمة جزءاً أساسياً من جهاز العروس لدى أولاد نايل، في دلالة على أهميتها الاجتماعية والثقافية. لتأمين استمرارية هذه الحرفة، كما تقام دورات تدريبية لتعليم الفتيات مهارات الغزل والنسيج، ما يضمن بقاء التراث متجدداً عبر الأجيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى