فنون و ادب

لكل مثل حكاية.. تعرف على قصى “من فات قديمه تاه”

أميرة جادو

تعتبر الحارة المصرية القديمة هي منبع الأقوال المأثورة ولها مكانة مميزة في حفظ التراث المصري القديم المتوارث عبر الأجيال، ولم تكن الحارة الشعبية تنطق بأي مثل شعبي أو كلمة دون أن يكون لها مغزى واضح وصريح وناتج عن موقف واقعى، و كان المصري القديم فصيح طليق اللسان يستطيع أن يطلق الحكم والانتقادات في المواقف التي تحدث أمامه بشكل يومي، لذلك كانت ومازالت الأمثال الشعبية قاموس متحرك من القصص والحكايات الأسطورية والواقعية التي تداولها السابقون فيما بينهم وانتقلت إلى الأجيال التي لحقتهم.

حكاية مثل “من فات قديمه تاه”

وعن أصل قصة مثل “من فات قديمه تاه”، يحكى أن كان هناك فلاح من زمن فات قرر أن يبيع بقرته، والتي كان يعتمد عليها في حراثة الأرض، وريّها، إلا أنه أراد أن يجعل عمله في الأرض سهلًا، ويخفف من ضغطه، ويختصر ساعات عمله، ففكر أن يبيع البقرة، ويشتري عوضًا عنها آلة تسقي الزرع بطريقة أسرع وأسهل، ونظرًا لعدم قدرة الفلاح المالية على شراء تلك الآلة.

لذا اضطر الفلاح إلى أن يبيع البقرة لواحد من جيرانه، غير أنه في نفس الوقت، كان حزينًا عليها حزنًا شديدًا؛ ذلك أنه كان يحبها حبًا جمًا.

مع مرور الأيام، حدث عطل في الآلة الجديدة، ولم يكن لدى الفلاح المال الكافي كي يصلحها، وفي تلك اللحظة تمنى أن تكون بقرته معه، إلا أنه- للأسف- لم يكن يملك المال من أجل أن يسترجعها،

الأمر الذي اضطر زوجته لأن تبيع ذهبها، وبالفعل تمكن الفلاح من أن سترجع بقرته، وقد فرح بعودتها، وفي تلك اللحظة، قالت له زوجته المقولة المشهورة: “من فات قديمه تاه”.

واستمر هذا المثل يتداول بيننا حتى يومنا هذا، وهو مثل يعبر عن الحنين للماضي وأنه مع الممارسة والتجربة قد يكون الشيء السابق أو الماضي أفضل من الجديد المستحدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى