بدأ الاحتفال به عقب ثورة 23 يوليو.. عيد الفلاح تاريخ ومعاني

دعاء رحيل
عيد الفلاح هو احتفال سنوي يقام في مصر في 9 سبتمبر من كل عام، تكريما للفلاح المصري ودوره الهام في تطوير الزراعة والاقتصاد والأمن الغذائي. في هذا المقال، سنتعرف على أهمية هذا العيد وسبب اختيار هذا التاريخ للاحتفال به.
أصل العيد
عيد الفلاح يرجع أصله إلى عام 1952، عندما صدر قانون الإصلاح الزراعي بعد ثورة 23 يوليو، والذي أنهى نظام الإقطاع وأعاد توزيع الأراضي الزراعية من يد الملاك إلى صغار الفلاحين، وأنشأ جمعيات وهيئات للإصلاح الزراعي لتحسين أوضاع الفلاحين وزيادة إنتاجهم.
وقد اختير تاريخ 9 سبتمبر للاحتفال بهذا العيد لأنه يتزامن مع حادثة تاريخية هام. وهي وقفة الزعيم أحمد عرابي أمام الخديو توفيق في نفس اليوم من عام 1881، حيث قال له: “لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارًا ولم نخلق تراثًا أو عقارًا ولن نستبعد بعد اليوم”، وهذه المقولة تعبر عن روح المقاومة والكرامة التي يتمتع بها الفلاح المصري⁴⁶.
مظاهر الاحتفال
في عيد الفلاح، يقوم الفلاحون بإظهار فخرهم بمهنتهم وإبداء امتنانهم للأرض التي تغذيهم، وذلك بارتداء ملابس تقليدية وزخرفة المزارع والآلات الزراعية بالورود والأعلام، كما يقومون بإقامة مسيرات وفعاليات شعبية وثقافية تبرز تاريخهم وثقافتهم.
كما يشارك في هذا العيد كافة فئات المجتمع المصري، حيث يقوم المسؤولون بزيارة المزارع والجمعيات الزراعية وتكريم المتميزين من الفلاحين، وتقديم المساعدات والخدمات لهم، كما يشجعون على فتح حسابات بنكية مجانية وبدون رسوم للفلاحين لتعزيز الشمول المالي. ويقوم الإعلام بتسليط الضوء على إنجازات الفلاحين ومشاكلهم ومطالبهم، وتنظيم حوارات وبرامج توعوية حول أهمية الزراعة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
معاني العيد
عيد الفلاح لا يقتصر على مجرد احتفال سطحي، بل يحمل معاني عميقة تتعلق بالهوية والانتماء والقيمة والأمل. فهذا العيد يذكرنا بأن الفلاح هو روح مصر وأساس تاريخها وحضارتها، وأن الزراعة هي شريان حياتها ومصدر ثروتها، وأن الأرض هي أغلى ما نملك وأجدر ما نحافظ عليه. كما يذكرنا هذا العيد بأن الفلاح هو شريك أساسي في التنمية والبناء، وأنه يستحق كل التقدير والاحترام والدعم، وأنه يجب أن نسمع صوته ونلبي حاجاته ونحقق طموحاته. وأخيرًا، يذكرنا هذا العيد بأن الفلاح هو مثال للإخلاص والعمل والصبر والتفاؤل، وأنه يستطيع أن يتغلب على كل التحديات بإرادته وإيمانه.
عيد الفلاح هو عيد لكل المصريين، فهو يجسد رابطة قوية بين الإنسان والأرض، وبين الماضي والحاضر، وبين الفرد والجماعة. فلنحتفل بهذا العيد بكل بهجة وفخر، ولنستلهم منه دروسًا في العزة والكرامة، ولنستفد منه فرصًا للتطور والتقدم.