مطروح – عمر محمد
نظمت مديرية الأوقاف بمطروح بمسجد أبوقديرة بحي السنوسية إدارة أوقاف غرب مطروح لليوم الثالث على التوالي بعد صلاة المغرب اللقاء الدعوي ، والمحاضرة المثمرة والتي حاضر فيها فضيلة الشيخ حسن عبد البصير عرفة وكيل وزاره الأوقاف بمطروح والذي تحدث بموضوع هام اجتماعيا واقتصاديا وعلى مستوى حقوق المرأة والرجل على السواء وهو حقوق المواريث وأهميتها ، حيث بين فضيلته أن من رحمة الله بعباده أن بدأ حديثه عن الفرائض بالوصية.
وقال سبحانه:- { یُوصِیكُمُ ٱللَّهُ فِیۤ أَوۡلَـٰدِكُمۡۖ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَیۡنِۚ }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ١١] وهو ما يوحي بأن الله تبارك وتعالى ما شرع شيئا أو قضى قضاء إلاّ رحمة بعباده ، فلما كان شأن الجاهلية حرمان المرأة والطفل جاءت صيغة الفرائض بالوصية التي تضمن معنى الرحمة بالضعفاء فيما شرع سبحانه حيث حفظ بهذه الوصية حق الطفل والأنثى والرجل والأرحام والعصابات ، وفي نهاية حديثه عن هذه الحقوق بين سبحانه أن هذا التشريع وإن كان بدأ الحديث بأنه سبب التراحم والألفة إلا أنه أيضاً فريضة الله التي شرعها لعباده دونتدخل مخلوق ، ولا جهد بشري وإنما هي “فَرِیضَةࣰ مِّنَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا حَكِیمࣰا “.
وتوعد بلهجة لا يتحملها إلا شقي
تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن یُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ یُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ وَذَ ٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ ، وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَیَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ یُدۡخِلۡهُ نَارًا خَـٰلِدࣰا فِیهَا وَلَهُۥ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ ”
وحين تقف البشرية عند هذه الحدود ، وتطبيق هذه الفرائض بكل دقة فهذا هو الأحرى ببث روح الألفة والمحبة والمودة والرحمة بين الأرحام ، وهو الأحرى يتداول المال بين البشر دون احتكار من أحد وتلك هي سنة الله في خلقه ” لِّلرِّجَالِ نَصِیبࣱ مِّمَّا تَرَكَ ٱلۡوَ ٰلِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَ وَلِلنِّسَاۤءِ نَصِیبࣱ مِّمَّا تَرَكَ ٱلۡوَ ٰلِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنۡهُ أَوۡ كَثُرَۚ نَصِیبࣰا مَّفۡرُوضࣰا ”
{ وَلَا تَتَمَنَّوۡا۟ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۚ لِّلرِّجَالِ نَصِیبࣱ مِّمَّا ٱكۡتَسَبُوا۟ۖ وَلِلنِّسَاۤءِ نَصِیبࣱ مِّمَّا ٱكۡتَسَبۡنَۚ وَسۡـَٔلُوا۟ ٱللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣰا }.
وأكد فضيلته على حق المرأة واليتيم والضعيف وحذر من أكل أموالهم فهو عادة جاهلية عادت تطل من بعيد بصورة مزرية لا يقبلها الشرع ولا يقرها العقل
ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه الاسبوع شهد حديثاً ثريا عن المال بين النعمة والنقمة وما يتعلق بنعمة المال من حقوق ، فبدأ اليوم الأول بالحديث عن اكتساب الحلال وأهميته في اكتساب بركة الأرزاق ، تبعه في اليوم الثاني الحديث عن التحذير من أكل الحرام والذي يكفيه وعيدا ما قاله تبارك وتعالى { وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ عُدۡوَ ٰنࣰا وَظُلۡمࣰا فَسَوۡفَ نُصۡلِیهِ نَارࣰاۚ وَكَانَ ذَ ٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرًا }.
ودار حديث اليوم حول الحقوق المتعلقة بنعمة المال وأهمها المواريث ، وبإذنه تعالى سيختتم الأسبوع الدعوي الثقافي بمسجد أبو قديرة بحي السنوسية إدارة أوقاف غرب مطروح بالحديث عن أكل المواريث واضاعة الحقوق وأثر ذلك على الفرد والمجتمع.
