قبيلة الطواهر: من أندلسية النسب إلى ليبية التاريخ
دعاء رحيل
قبيلة الطواهر هي قبيلة ليبية تتواجد في عدة مدن ومناطق من الشرق إلى الغرب. تتميز هذه القبيلة بتاريخها العريق ومشاركتها في العديد من المجالات الحضارية والجهادية. في هذا المقال سأحاول تسليط الضوء على أبرز ما يميز هذه القبيلة من حيث النسب والتوزيع والجهود.
نسب قبيلة الطواهر
ينتهي نسب قبيلة الطواهر إلى العرب المسلمين الفاتحين والمجاهدين الأوائل، حيث قدم جد الطواهر أو أحد أبنائه أو أحد أحفاده إلى البلاد الليبية من بلاد الأندلس على حسب ما تحكيه بعض الروايات وذلك قبل سقوطها بأيدي النصارى. ومن المحتمل أن يكون اسم الطواهر مشتقا من اسم جدهم طاهر بن عبد الله بن عامر بن كريشة بن مالك بن زيد بن كهلان.
التوزيع
انتشر أبناء قبيلة الطواهر في مختلف المدن والمناطق الليبية، خصوصا في برقة وطرابلس وزليتن. كما هاجر بعضهم إلى دول عربية وإسلامية أخرى طلبا للرزق أو للجهاد. وفيما يلي بعض التفاصيل عن توزيع هذه القبيلة:
– **برقة**: دخل أجداد الطواهر إلى برقة منذ 1400 سنة تقريبا ومنها اتجهوا إلى طرابلس ومنها غربا حتى وصلوا إلى بلاد الأندلس. ثم عاد جزء منهم إلى طرابلس وانتقل جزء آخر إلى مدن برقة منذ 700 عام. ومن أبرز المدن التي استقروا فيها في برقة هي درنة وبنغازي. ففي درنة شاركوا في بناء المدينة والمسجد العتيق، وفي بنغازي شاركوا في اعادة بناء المدينة وأول شيخ للمدينة كان من الطواهر. كما اشتهروا في هاتين المدينتين بالزراعة والصناعة والتجارة.
– **طرابلس**: اتجه جزء من أجداد الطواهر إلى طرابلس قادمين من برقة، وانتقل جزء آخر من طرابلس إلى زليتن ومدن الغرب. ففي طرابلس استقروا في عدة مناطق مثل سوق الجمعة والظهيرة والفلاح. كما شاركوا في معارك الجهاد ضد الغزو الإيطالي.
– **زليتن**: انتقل جزء من الطواهر من طرابلس إلى زليتن ومدن الغرب. ففي زليتن برعوا في زراعة النخيل والزيتون والتمور. كما شاركوا في معارك الجهاد ضد الغزو الإيطالي.
– **المهجر**: هاجر الكثير من الطواهر طلبا للرزق أو للجهاد من زليتن ومدن برقة إلى مصراتة ومسلاتة والخمس وتاجوراء وبعض ضواحي طرابلس، وإلى أرض المشرق وإلى أرض الحجاز وإلى تونس والجزائر وبلاد الشام واليمن. كما شارك العديد منهم مع إخوانهم العرب والمسلمين في معارك الجهاد ضد الاستعمار والاحتلال في أغلب البلاد العربية والإسلامية.
الجهود
سلك قبيلة الطواهر طريق أجدادهم الفاتحين الأوائل في الجهاد والحضارة، فبرعوا في جميع المجالات وظهر منهم العديد من الرجال والمجاهدين والعلماء والقضاة. وفيما يلي بعض أبرز جهود هذه القبيلة:
– **في الزراعة**: برع قبيلة الطواهر في زراعة النخيل والزيتون والتمور، خصوصا في زليتن. كما شاركوا في إنشاء ساقية لسقي المزروعات بمشاركة الأندلسيين مثل الشواعر وبن زيتون وعائلة عزوز في مدينة درنة.
– **في الصناعة**: برع قبيلة الطواهر في صناعة السفن والمراكب، خصوصا في بنغازي. كما شاركوا في صناعة الملح ببنغازي التي كانت تعرف باسم كوية الملح.
– **في التجارة**: برع قبيلة الطواهر في التجارة، خصوصا في بنغازي. كما شاركوا في التجارة مع دول عربية وإسلامية أخرى، مثل تونس والجزائر وبلاد الشام واليمن.
– **في البناء**: برع قبيلة الطواهر في بناء المساجد والدورات، خصوصا في بنغازي. كما شاركوا في بناء أقدم المساجد في بنغازي مثل مسجد القاضي، وفي بناء المدينة القديمة ببنغازي، وفي بناء مدينة درنة، وفي بناء المسجد العتيق بدرنة.