قبيلة داغر: تاريخ مجيد من الإسلام إلى الوحدة اليمنية
دعاء رحيل
قبيلة داغر هي إحدى القبائل العربية التي تنتمي إلى كنانة، وهي من أكبر الفروع النجدية لقحطان. تسمى أيضاً بقبيلة الجبرة أو الجبيرة، وهي تضم عدة فخوذ منها: الزنابحة، المذاخرة، السلامية، العوامية، الشوامية، العوازم، الحمادية، العلوية، الشرفاء والأشراف.
ما هو تاريخ قبيلة داغر؟
قبيلة داغر لها تاريخ عريق ومجيد في شبه الجزيرة العربية، فهي من أولى القبائل التي دخلت في الإسلام وشاركت في الفتوحات الإسلامية. كما أنها من أشهر القبائل التي قاومت الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن، وساهمت في تحقيق الوحدة اليمنية.
أين ينتشر أفراد قبيلة داغر؟
أفرادها ينتشرون في عدة بلدان عربية، منها: اليمن، وخاصة في محافظات حضرموت وشبوة وأبين والضالع والمهرة. كما يوجد لهم تواجد في المملكة العربية السعودية، وخاصة في منطقة نجران. بالإضافة إلى ذلك، يوجد لهم أقارب وأنساب في مصر والسودان والصومال وإثيوبيا وإريتريا.
ما هي أبرز شخصياها؟
قدمت العديد من الشخصيات المؤثرة في مجالات مختلفة، منها:
أحمد عبيد بن دغر: رئيس مجلس الشورى اليمني ورئيس مجلس الوزراء سابقاً والنائب الأول لحزب المؤتمر الشعبي العام. حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ وله عدة مؤلفات عن حضرموت والإمام أحمد.
الشيخ أحمد بن سالم بن سليم الجبيري: شيخ قبيلة الجبرة وأحد قادة الثورة اليمنية ضد الاستعمار البريطاني. كان أول من أعلن الجهاد في حضرموت وقام بتنظيم المقاومة الشعبية.
الشيخ سليمان بن غربي المذاخرة: شيخ قبيلة الزنابحة وأحد أبرز رجالات الدولة في اليمن. شغل مناصب عديدة منها: وزير الدفاع، وزير الخارجية، رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الشورى ونائب رئيس الجمهورية.
دور بارز في تاريخ الإسلام واليمن
قبيلة داغر لها دور بارز في تاريخ الإسلام واليمن، فهي من أولى القبائل التي أسلمت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وشاركت في الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس والشام ومصر والمغرب. كما أنها من أوائل القبائل التي نصرت الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين.
في العصر الحديث، كانت قبيلة داغر من رواد الثورة ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن، حيث قادت المقاومة الشعبية في محافظات حضرموت وشبوة وأبين والضالع، وخاضت معارك شرسة ضد القوات البريطانية. كما أنها ساندت حركة التحرير الوطنية في عدن، وشاركت في تأسيس جبهة التحرير الوطنية، وكان لها دور مهم في إعلان استقلال جمهورية جنوب اليمن عام 1967.
بعد استقلال جنوب اليمن، انضمت قبيلة داغر إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، ودعمت فكرة الوحدة مع شمال اليمن. كان لها موقف حاسم في إحباط محاولات انفصال جنوب اليمن عام 1994، وساهمت في تثبيت رؤية المؤتمر للدولة الموحدة. كما شاركت في حوارات التسوية السلمية بعد اندلاع حرب 2015، وأبدت تجاوباً مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
