المزيد

فى الهجرة تتجلى (9) معاني بقلم ا.د صابر حارص

في الهجرة تتجلى 9 معانى :

1- ترك الوطن أثناء الاستضعاف والظلمات وتضييق الخناق-وأنت أكثر الناس حبا له- لتعود مخلصاً إياه من عبادة الأوثان إلى عبادة الله الواحد القهار

 

2- الكفاءة والعلم والخبرة والأمانة والإخلاص- وليس نوع الانتماء السياسي أو الثروة- هو المعيار الحقيقي لإدارة الأزمات وحل المشكلات وإصلاح الأوضاع وإدارة البلاد، فقد وقع اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه أبي بكر على رجل من كفار قريش ذاتها ليكون دليلهما في الطريق الصحراوي إلى المدينة، وذلك لخبرة “بن أرقط” الكبيرة بالطرق ومضايقها، حيث سلك بالنبي وصاحبه طريق الساحل، والذي لم يكن مألوفًا حينها، فلم تتمكن قريشا من الوصول إليهم

 

3- الرفيق قبل الطريق سواء كان الطريق سفراً أو زواجاً أو حجاً أو أزمة أو شدة، فقد اختار النبي أبا بكر رضي الله عنه للطريق، فإذا به يقطع ثيابه ليسد بها ثغرات الغار، وتبقى ثغرة فيسدها بقدمه التي يلدغها ثعبان، فيبكي أبو بكر من شدة الألم، فتنزل دموعه على الرسول، فلما رآها النبي عالج اللدغة بريقه الشريف

 

4- الأخذ بالأسباب والتخطيط، وبناء مؤسستي المسجد والشورى، وعقد المعاهدات مع أهل الكتاب هو سر التقدم والنجاح وبناء الدولة؛ فقد عاهده أهل المدينة صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية على مؤزارته، ثم الهجرة إلى المدينة بعد الأذى والإجرام الذي تعرض له في الطائف، ثم بناء المسجد وتشكيل مجلس الشورى إلى تأسيسه دولة تقود العالم في وقت قريب

 

5- ترقى الأوطان والجماعات والأفراد بالجهاد والمشقة، فالهجرة استغرقت تسعة أيام سفر في طريق صحراوي، بينما المسلمون الآن يشكون من الباصات المكيفة وانتظار الطائرات في المطارات لساعة واحدة

 

6- ليس ضروريا أن تنجح أو توفق في البلد الذي ولدت به، فقد ولد النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، ولكن مملكته كانت بالمدينة المنورة

 

7- الوفاء للوطن مهما تعرضت فيه من ظلم وقهر وغدر، إذ أن الوطن ليس هؤلاء الذين ظلموك وأجبروك على المغادرة، ولا تنسى وفاء النبي حينما عاد فاتحا مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء

 

8- الاجتهاد وخاصة في أمور الدنيا أعظم ما جاء به النبي في حديثه الشريف: أنتم أعلم بأمور دنياكم.. وهو الأمر الذي دفع عمر بن الخطاب بعد سؤال الأمصار له عن تاريخ إرسال الرسائل التي كانت تؤرخ بالشهر دون السنة، فاجتهد عمر بعد مشورة عثمان وعلي واتفقا على أن تكون هجرة النبي بداية التقويم الهجري، وهو أمر عظيم أفاد التاريخ البشري كله وليس التاريخ الإسلامي فحسب

 

9- عدم الاستسلام لليأس مهما طال، فقد ظل النبي في مكة 13 عاما تلقى فيها شتى أنواع الأذى والاضطهاد والتعذيب كما حدث في الطائف، بينما أسس دولة قوية بالمدينة في عشرة أعوام فقط..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى