جبل الموتى: شاهد على التاريخ والأساطير في واحة سيوة
كتبت شيماء طه
يقع جبل الموتى على بُعد حوالي كيلومترين شمال واحة سيوة، وهو واحد من أبرز المعالم الأثرية والتاريخية في المنطقة.
يتميز الجبل بطابعه الفريد الذي يمزج بين الطبيعة الخلابة والآثار التاريخية التي تعود إلى عصور مختلفة، مما يجعله وجهة سياحية وثقافية هامة في مصر.
تاريخ جبل الموتى
يُعتقد أن جبل الموتى استخدم كمقبرة منذ العصر الفرعوني، واستمر استخدامه خلال العصر اليوناني والروماني.
يُرجح أن السبب وراء اختيار هذا الجبل كموقع للدفن هو طبيعته الصخرية، التي توفر بيئة مناسبة لحفظ المومياوات والأجساد. الجبل مليء بالقبور المنحوتة في الصخور، والتي تعكس أساليب الدفن المختلفة في تلك العصور.
تصميم المقابر
تتنوع المقابر في جبل الموتى من حيث التصميم والزخارف.
بعض المقابر تحتوي على نقوش ورسوم جدارية توضح تفاصيل الحياة اليومية والمعتقدات الدينية، مثل مقبرة “سي آمون”، والتي تعد من أشهر المقابر في الجبل.
تُظهر النقوش تأثير الحضارة اليونانية على الطراز الفرعوني، حيث كان “سي آمون” كاهنًا مصريًا تبنى الثقافة اليونانية.
الأساطير والقصص الشعبية
يحمل جبل الموتى مكانة خاصة في التراث الشعبي لسيوة. تُروى العديد من القصص والأساطير عن هذا الجبل، بعضها يرتبط بوجود كنوز دفينة، وأخرى تتحدث عن كونه مكانًا مقدسًا.
خلال الحرب العالمية الثانية، استُخدم الجبل كمخبأ للسكان المحليين لحمايتهم من الغارات الجوية، مما أضاف إلى غموضه وسحره.
أهمية جبل الموتى السياحية
يُعد جبل الموتى وجهة مفضلة للسياح من مختلف أنحاء العالم ،يجذب الزوار المهتمين بالتاريخ والأركيولوجيا، بالإضافة إلى عشاق الطبيعة الذين يأتون للاستمتاع بالإطلالات الخلابة من أعلى الجبل.
جهود الحفظ والتطوير
تعمل السلطات المصرية بالتعاون مع منظمات دولية على حماية جبل الموتى وترميم المقابر للحفاظ على هذا الكنز التاريخي.
كما تُبذل جهود لتطوير البنية التحتية السياحية في سيوة لتوفير تجربة متكاملة للزوار.
يظل جبل الموتى رمزًا للتاريخ العريق الذي تمتزج فيه الحضارات المختلفة، وهو شاهد حي على العادات والتقاليد التي مرت بها واحة سيوة.
زيارتك لهذا المعلم التاريخي ليست مجرد رحلة سياحية، بل هي رحلة عبر الزمن لاستكشاف جزء من هوية مصر القديمة.
