كفتة داوود باشا.. ما هي قصتها وسبب تسميتها بهذا الاسم ؟
أسماء صبحي
تعد كفتة داود باشا من أشهى الأكلات التى يحبها المصريون من سنوات طويلة لا حصر لها. ويبدعون فى إعداها بطريقتين، إما محمرة أو بالصلصة، دون أن يعرفون من هو داود باشا الذى سميت هذه الأكلة على اسمه.
من هو داوود باشا
داوود باشا، هو عبد الرحمن الوالي العثماني العاشر لمصر، وعين والياً عثمانيًا عليها من قبل السلطان العثماني سليمان القانوني. وتولى المنصب لمرتين وأكثر، اعترض الأزهر اعتراضاً شديداً على توليه الحكم. لأنه كان مخصيا، واستمر هذا الإعتراض حتى نجح السلطان العثماني في اقناع الأزهر بأهمية دوره .
تميز داوود باشا بثقافته الرفيعة وتقديره لقيمة العلماء، فأسكنهم وأنزلهم منزلاً يليق بمكانتهم. واشتهر في جلساته معهم بثقافته الواسعة، حيث أدمن اقتناء الكتب العربية وقراءتها، وتعلم منها كرم الأخلاق واتسم بالحلم. هذا إلى جانب اتصافه بالحلم وكرم الأخلاق.
لم يشهد له المصريون سوى كل خير، فدخل قلوبهم بمعاملته الطيبة و شدة التدين. حيث أنشأ مسجداً حمل اسمه في منطقة “سويقة اللالا” وهي حارة تقع خلف عمارات شارع بورسعيد بالسيدة زينب. أوصى حينما شعر بدنو أجله أن يدفن بجوار قبر الإمام الليث بن سعد. وقد تحقق له ما أراد، ولذا فهو أول والي عثماني يدفن بمصر .
كفتة داوود باشا
دخل داوود باشا التاريخ المصرى ليس من بابه ولكن من ثاني نافذة الخلود في الذاكرة المصرية وهي نافذة الأكل. خيث خلِّد اسم داود باشا بالكفتة التي كان يحبها ويفضلها ولم يمل منها يوما ما. آمرًا طهاته وخادميه بإعدادها يوميا له وعرفه ضيوفه بهذا الطبق وكرمه في تقديمه لهم. حتى اقترن اسمه عبر التاريخ بطبق الكفتة.
تعددت الروايات حول هذه الكفتة، فيقال إنه ذات مرة أخطأ أحد الطهاة فى المقادير أثناء إعداده الكفتة للوالى داود باشا..فلم تعجبه ومن كثرة حبه لها قام بمعاقبة الطاهي الذي أعدها، فأصبح مرتبطاً بهذه الأكلة ارتباطاً وثيقاً. ومن هنا تم تسيمتها على اسمه “كفتة داود باشا” بنفس الاسم الذى عرفت به في تركيا.
وتقول الروايات أيضاً إن الطهاة كانوا حين يعدون دوائر كفتة داود باشا، يضعون بإحدى الكرات خاتم فضي. حيث كان من يجده في فمه أثناء تناوله الكفتة يصبح صاحب حظ وفير ويصبح الخاتم من نصيبه.