فتحي شطا.. أحد الأبطال الذين ساهموا في بناء حائط الصواريخ
أسماء صبحي
مقدم دفاع جوي محمد فتحي علي شطا، الذي سطر بطولات رائعة أثناء حرب الاستنزاف، ليصبح يوم استشهادة عيد لسلاح الدفاع الجوي. نشأت علاقة خاصة بينه وبين الرئيس جمال عبد الناصر، حين أبدى له استعداده للتضحية والشهادة فى سبيل بلاده. وقال له عبد الناصر: “نريدك حيا يا شطا حتى تنتقم من هؤلاء الأوغاد”.
إنشاء شبكة صواريخ
خلال حرب الاستنزاف، كان للطيران الإسرائيلى اليد الطولى لاستباحة السماء المصرية لعدم وجود شبكة صواريخ مضادة للطائرات بمصر. وكانت المقاومة فقط مقتصرة على المدفعية المضادة للطيران الإسرائيلي الذي شن غارات على العمق المصري. فقام بتدميره مصنع أبو زعبل، واستشهاد الأطفال الأبرياء فى مدرسة بحر البقر، وكذلك ضرب المجمع الصناعر فى نجع حمادي في محافظة قنا في الوجه القبلي.
كل هذا العداون الإسرائيلى دفع الرئيس جمال عبد الناصر الى إنشاء شبكة صواريخ مضادة للطائرات الإسرائيلية لحماية سماء مصر من الغارات الإسرائيلية.
وفي شهر مايو 1970، التقى الرئيس عبد الناصر قادة كتائب شبكة الصواريخ في هذا التوقيت بعد قدرته على أن يبرم صفقات مع الاتحاد السوفيتي السابق لشبكة الصواريخ. ومن هنا بدأت بطولات عمال المقاولين العرب الذين قاموا بإنشاء البنية التحتية لكتائب الصواريخ واستشهد المئات منهم أثناء تشييد الشبكة من العدوان الإسرائيلى المغير.
وفي يوليو 1970، أصدر الرئيس عبد الناصر قراره بنشر الصواريخ على شاطئ القناة الغربي المواجه للقوات الإسرائيلية في الضفة الشرقية. وتحرك المقدم فتحي شطا وكان قائداً لكتيبة صواريخ إلى القاعدة الجديدة بالقرب من مدينة السويس. وتم تركيب الأجهزة في وقت قياسي كان فيه شطا يسابق الزمن خوفاً من طائرات الإسرائيلية من أن تأتى وتدمر القاعدة.
استشهاد فتحي شطا
وفي فجر 30 يونيو 1970، تهادى الطيران الإسرائيلي كعادته مخترقاً للعمق المصري ليدمر أهدافه. لكنه فوجئ بكتيبة فتحي شطا تدمر له 3 طائرات فانتوم وطائرتين سكاي هوك وطائرات أخرى. مما أذهل العدو الإسرائيلي. ومنذ ذلك اليوم أصبح خطاً فاصلاً في حرب الاستنزاف وفي الحروب التى تدور بين مصر وإسرائيل. ومنها السادس من اكتوبر 1973 ليصبح اليوم التي تصدت فية كتائب الدفاع الجوي عيدا لها.
وفى تلك الاثناء كان الرئيس عبد الناصر يزور الاتحاد السوفيتى السابق، فجاءته الأخبار سارة ولم يتوقف كثيراً عند خسائر العدو رغم فرحته. ولكنه قرأ أسماء الشهداء الذين سقطوا في تلك المعركة، وعندما وجد اسم فتحى شطا الذي كان يعرفه معرفة شخصية بين الشهداء. كان حزنه عميقاً عليه وصامتاً كما روى ذلك فى صحيفة الأهرام الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل. حيث لقى الشهيد ربه عندما جاء الطيران الإسرائيلى على ارتفاع منخفض وضرب بقوة منصات هذه الكتيبة واستشهد نتيجة للقصف المقدم فتحي شطا في 30 يونيو 1970.
وتكريماً لهذا البطل ابن الدقهلية، منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نوط الشجاعة من الدرجة الأولى. كاشفاً أنه أثناء اجتماع الرئيس بقادة كتائب الدفاع الجوى للوقوف على الاستعدادات والكفاءة القتالية. وقف من بينهم البطل فتحي شطا وقال للرئيس: “أنا مستعد أن أذهب في أي وقت وتحت أى ظرف إلى أي مكان من أجل الدفاع عن وطني مصر. فقال له الرئيس نريدك حياً يا شطا حتى تنتقم من هؤلاء الأوغاد”.